سألت عليه وامتدت. وقال الأزهري: معناه: ترددت، ذهبت وجاءت (١)، وفي كتاب مسلم في حديث عمرو الناقد عن سفيان:"إِلَّا سَبَغَتْ عَلَيْهِ أَوْ مَرَّتْ عَلَيهِ "(٢) وهو أيضًا صواب، وقد يكون:" مَادَتْ " من الامتداد، وقد جاء فَاعَلَ بمعنى فَعَلَ من واحد، وبالتشديد ضبطه أكثرهم (٣)، ويروى:" مدَّتْ "، بمعناه.
قوله:"إِنَّ الله قَدْ (٤) أَمَدَّهُ لِرُؤْيتِه " كذا في جميع نسخ مسلم (٥)، قال بعضهم: لعله: " أَمَّدَهُ " بتشديد الميم من: [الأمد، أي: أطال أمده أ](٦) ومده، ثلاثي، والرواية عندي صحيحة، أي: أطاله لهم، يقال: مد وأمد، ومنه:{وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ}[الأعراف: ٢٠٢]، أي: يطيلون لهم فيه، وقرئ بالوجهين (٧)، ويكون من الإمداد، أي: زاد في عدده الناقص، يقال: أمددت الشيء: إذا زدت فيه (٤) من غيره، وقد يكون من المدة، أي: أعطاه مدة وقدرًا، يقال: أمددته مدة، أي: أعطيتها له.
(١) "تهذيب اللغة" مادة (مور). (٢) وقع في النسخ الخطية: (أمرت). (٣) البخاري (٥٢٩٩). (٤) ساقط من (س). (٥) مسلم (١٠٨٨/ ٣٠) من حديث ابن عباس. (٦) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخ الخطية، وأثبته من "المشارق" ١/ ٣٧٥، وظني أن هذا من صنع المصنف، طلبًا للاختصار، وقوله بعد: ثلاثي. ليست في "المشارق" والله أعلم. (٧) فقرأ نافع وحده: (يُمِدُّونَهُمْ) بضم الياء وكسر الميم، وقرأ الباقون: (يَمُدُّونَهُمْ) بفتح الياء وضم الميم. "الحجة للقراء السبعة" ٤/ ١٢٢.