السفر، ومنه قوله:"كَانَ يَجْمَعُ إِذَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ سَيْرٍ"(١) أي: على سفر راكبًا ظهر دابته، ومنه:"يَرْعَى ظَهْرَنَا"(٢) هي دواب السفر الحاملة للأثقال وغيرها.
قوله:"فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذنُونَهُ في ظُهْرَانِهِم"(٣) بضم الظاء ضبطناه عن شيوخنا، وهو جمع ظهر، ومنه:"وَإِنَّ في الظَّهْرِ نَاقَةً عَمْيَاءَ"(٤)، و"مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا"(٨).
قوله في الصدقة:"مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى"(٥)، فسره أيوب (٦) في الحديث: عن فضل عيال (٧). وبيانه: من وراء ما يحتاج إليه العيال كالشيء الذي يطرح (٨) خلف الظهر، ويفسره قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ"(٩)، ومثله قوله:"مَنْ دَعَا لِأَخِيْهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ"(١٠) كأنه من وراء معرفته ومعرفة
(١) البخاري (١١٠٧) من حديث ابن عباس. (٢) "الموطأ" ٢/ ٩١٠ من قول جابر. (٣) مسلم (١٩٠١) من حديث أنس. (٤) "الموطأ" ١/ ٢٧٩ من قول أسلم مولى عمر. (٥) البخاري (١٤٢٦) من حديث أبي هريرة. (٦) في النسخ الخطية: (أبو أيوب)، والمثبت الصواب. (٧) روى عبد الرزاق في "المصنف" ٩/ ٧٦ (١٦٤٠٤) عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنًى وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من البد السفلى" قال: قلت لأيوب: ما عن ظهر غنًى؟ قال: عن فضل عيالك. (٨) في (س، د، أ): (فيه) (٩) البخاري (١٤٢٦) من حديث أبي هريرة. (١٠) مسلم (٢٧٣٢، ٢٧٣٣) من حديث أم الدرداء، وفيه: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يدْعُو لأخِيهِ بِظَهْرِالغَيبِ".