لأصحابِه:"هل تَفْقِدونَ أحدًا؟ "، قالوا: نعم فُلانًا وفُلانًا، ثمَّ قال:"هل تَفْقِدونَ أحدًا؟ "، قالوا: نعم فُلانًا وفُلانًا، ثمَّ قال:"هل تَفقِدونَ أحَدًا؟ "، قالوا: لا، قال:"لكنِّي أفقِدُ جُلَيبِيبًا، فاطلُبوه في المعركةِ"، قال: فوجَدوه إلى جَنبِ سبعةٍ؛ قد قتَلَهم ثمَّ قُتِلَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هو ذا قد قتَل سبعةً، ثمَّ قُتِلَ، فأَتَاه (١) النَّبِيُّ ﷺ فوقَفَ عليه، فقال:"قتَل سبعةً ثمَّ قُتِلَ، هذا مِنِّي وأنا منه"، ثلاثَ مِرَارٍ (٢)، ثم احتَمَلَه النَّبِيُّ ﷺ على ساعِدَيهِ، ما له سَريرٌ غيرُ ساعِدَيْ رسولِ اللهِ ﷺ، ثم حفَروا له فوضَعه (٣) في قبرِه، قال حمَّادٌ: ولم يذكُرْ غَسْلًا (٤).
قال أبو عمرَ ﵁: هذا حديثٌ صحيحٌ في أنَّ الشَّهيدَ لا يُغْسَلُ، وقد تقدَّمَ أنَّه لم يُصَلِّ عليه.
(١) في م: "فأتاهم". (٢) في ي ١، غ: "مرات". (٣) في ط: "فوضعوه". (٤) أخرجه الطيالسي (٩٦٦)، وأحمد ١٣/ ٢٨ (١٩٧٨)، ومسلم (٢٤٧٢)، والنسائي في الكبرى (٨١٨٩)، وابن حبان (٤٠٣٥)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١٧٥)، والبغوي في شرح السنة (٣٩٩٧) من طريق حماد به. وفي حاشية ز: "غ: قاسم بن ثابت، قال: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم العدوي، عن أبي برزة الأسلمي، عن النبي ﷺ، أنه قال لرجل من الأنصار: زوجني ابنتك، قال: نعم ونعمت عين، قال: إني لست لنفسي أريدها، قال فلمَن؟ قال: لجليبيب، قال: يا رسول الله حتى أستأمرها، قالت: حَلقَى! الجليبيب إِنيه! الجليبيب إنيه! ثم ساق الحديث في كتاب الدلائل"، ولم نقف عليه في "الدلائل في غريب الحديث" للسرقسطي.