وقدِم جريرٌ على عمرَ بنِ الخطَّابِ مِن عندِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ فقال له: كيف ترَكتَ سعدًا في ولايتِه؟ فقال: ترَكتُه أَكرَمَ النَّاسِ مَقدِرَةً، وأحسَنَهم مَعذِرَةً، هو لهم كالأُمِّ البَرَّةِ، يجمَعُ (٤) لهم كما تَجمَعُ الذَّرَّةُ، مع أنَّهُ مَيمونُ الأثَرِ، مَرزوقُ الظَّفرِ، أشدُّ النَّاسِ عندَ البأسِ، وأحَبُّ قُرَيشٍ إلى النَّاسِ، قال: فأخبِرْني عن حالِ النَّاسِ، قال: هم كسِهامِ الجَعْبَةِ؛ منها القائمُ الرَّائشُ (٥)، ومنها العَصِلُ (٦)
(١) النسائي في الكبرى (٨٥٥٨)، وأخرجه الحميدى (٨٠١)، والبخاري (٦٣٣٣)، ومسلم (٢٤٧٦) من طريق سفيان به. (٢) ضبطت في ز بضم الكاف، وفي ط، ي: "كلاع". (٣) ضبطت في ط بفتح الظاء، وفي ز، خ بالفتح والضم معًا. (٤) في ط: "تجمع"، وفي الحاشية كالمثبت. (٥) الرائش: ذو الريش -ما ظهر من اللباس- إشارة إلى كماله واستقامته، النهاية ٢/ ٢٨٩. (٦) في الأصل ي ١: "العطل"، وفي ي، ز، هـ، م: "العضل"، وفي حاشية الأصل: "غ: العصل"، نقله سبط ابن العجمي، وقال: "بخط كاتب الأصل"، وفي حاشية ز: "الغلابي: العضل من السهام المعوج، ومنه قيل للأمعاء: أعضال، وأنشد: فرميت القوم رشقًا صائبًا … ليس بالعضل ولا بالمفتعل". وفي حاشية خ: "العَصِل بكسر الصاد من السهام المعوج. . . . .". النهاية ٣/ ٢٤٨، وتاج العروس ٢٩/ ٤٩٠ (ع ص ل)، وأيضا ٣٠/ ٢٦١ (ف ع ل).