وذكر ابن أبي شَيْبَةَ، عن حُسَينِ (٢) بن عليٍّ، عن شيخٍ يُقَالُ له: الحَفْصِيُّ، عن أبيه، عن جَدِّهِ، قال: أَذَّنَ بلالٌ حياة رسولِ اللهِ ﷺ، ثمَّ أَذَّنَ لأبي بكر ﵁ حياته، ولم يُؤَذِّن في زمن (٣) عمر، فقال له عمرُ: ما مَنَعَكَ أن تُؤَذِّنَ؟ قال: إِنِّي أَذَّنتُ لرسولِ اللهِ ﷺ حتى قُبِضَ، [وأذَنْتُ](٤) لأبي بكرٍ حتى قُبِضَ؛ لأنَّه كان وَليَّ نِعْمَتِي، وقد سَمِعتُ رسول الله ﷺ يقولُ: "يا بلالُ، ليس عَمَلٌ أفضلَ مِن الجهاد في سبيل اللهِ"، فخرج فجاهَدَ (٥).
حدَّثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهُ بن محمدٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن بكرٍ،
(١) أخرجه مسلم (٢٤٥٨)، موصولا من حديث أبي هريرة ﵁، وأخرجه أحمد ٢٣/ ٢٤٧، ٢٤٨ (١٥٠٠١، ١٥٠٠٣) موصولا من حديث جابر ﵁. (٢) ط، هـ، م: "حسن". (٣) في ط، ي: "زمان"، وفي هـ: "حياة". (٤) في ط: "وإني أذنت". (٥) في هـ، م: "مجاهدا". وأخرجه عبد بن حميد (٣٦١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٠/ ٤٦٧ من طريق ابن أبي شيبة، وأخرجه الروياني (٧٣٤) من طريق حسين به. وقال سبط ابن العجمي: "قال النووي في تهذيبه في ترجمته: ولم يعقب بلال ﵁ ". تهذيب الأسماء واللغات (الجزء الأول من القسم الأول ص ١٣٧).