قالت عائشةُ: لم يكنْ أحدٌ مِن نساءِ النبيِّ ﷺ تُسامِيني في حسنِ المنزلةِ عندَه غيرَ زينبَ بنتَ جحشٍ، وكانت تَفْخَرُ على نساءِ النبيِّ ﷺ، فتقولُ: إِنَّ آبَاءَكُنَّ أَنكَحوكنَّ، وإنَّ اللهَ أَنكَحَنِي إِيَّاه مِن فوقِ سبعِ سماواتٍ (٢).
وغضِب عليها رسولُ اللهِ ﷺ لقولِها في صَفِيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ: تلك اليهوديةُ، فهجرها لذلك ذا الحَجَّةِ والمُحرَّمَ وبعض صفرٍ، ثم أَتاها بعدُ وعاد إلى ما كان عليه معها (٣).
وكانت أَوَّلَ نساء النبيِّ ﷺ وفاةً بعدَه ولُحُوقًا به ﷺ. روَى إسماعيل بنُ أبي خالدٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أَبْزَى، قال: صَلَّيْتُ مع عمرَ على أمِّ المؤمنينَ زينبَ بنتِ جَحْشٍ، وكانَتْ أَوَّلَ نساءِ النبيِّ ﷺ وفاةً (٤).
(١) أخرجه مسلم (٢١٤١/ ١٧) من حديث أبي هريرة، وسيأتي مسندًا من حديث زينب بنت أبي سلمة ص ١٤٥. (٢) أسد الغابة ٦/ ١٢٦، وسيأتي بعضه مسندًا. (٣) أخرجه أحمد ٤١/ ٤٦٣ (٢٥٠٠٢)، وأبو داود (٤٦٠٢) من حديث عائشة ﵂. (٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٤٨٥٥، ٣٦٧٧٥) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به.