بعدَ أن نسبه النَّسَب الذي ذَكَرْناه (١): كان أبوه الأهتمُ، وهو سِنَانُ بنُ خالدٍ، من بني مِنْقَرٍ، مهتومًا مِن سِنَّيْه، قال: وقال أبو اليَقظان: أمُّ عمرو بن الأهتمِ (٢) بنتُ فَدَكِيِّ بن أَعْبُدَ (٣)، ويُكنَى عمرُو بنُ الأهتم أبا رِبْعِيٍّ، قدم على النبيِّ ﷺ وافدًا في وُجُوهِ قومِه مِن بني تميمٍ فأسلَم، وذلك في سنة تسعٍ من الهجرة، وكان فيمَن قدِم معه الزِّبْرِقانُ بنُ بدرٍ وقيسُ بنُ عاصمٍ، فَفَخَرَ الزِّبرقانُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أنا سَيِّدُ تميمٍ والمُطَاعُ فيهم، والمُجَابُ (٤) منهم، آخُذُ لهم بحقوقهم، وأمنعُهم من الظُّلم، وهذا يعلمُ ذاك، يعني عمرَو بن الأهتم، فقال عمرٌو: إنَّه لشَدِيدُ العارضة (٥)، مانعٌ لجانبه (٦)، مُطَاعٌ في أَدَانِيهِ، فقال الزِّبْرِقانُ:[والله](٧) لقد كذب يا رسول الله، وما منعه من أن يَتَكَلَّمَ إلا الحَسَدُ، فقال عمرٌو: أنا أحسُدُك! فوالله [إِنَّكَ لَبَئيسُ (٨) الخال] (٩)، حديثُ المال، أحمقُ الوالد (١٠)، مُبَغَّضٌ في العَشيرة،
(١) طبقات خليفة ١/ ١٠٢. (٢) بعده في خ: "اسمها آمنة". (٣) في هـ: "عبد بن الأهتم"، وفي ر، م: "أعبد بن الأهتم". (٤) في خ: "الحجاب"، وفي حاشيتها كالمثبت. (٥) شديدة العارضة: شديد الناحية ذو جلد وصرامة. النهاية ٣/ ٢١٦. (٦) في هـ، م: "لجانيه". (٧) سقط من: م. (٨) في خ، م: "لئيم". (٩) في هـ: "إنه للئيم الخلل". (١٠) في هـ، م: "الولد".