الحمدُ للهِ (٢) لا شريك له … من لم يَقُلْها فَنَفْسَه ظَلَمَا
وفيها ضُرُوبٌ مِن دلائل التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء، والجَنَّة والنارِ، وصفَةُ بعض ذلك على نحوِ شعرِ أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ، وقد قيل: إنَّ هذا الشعرَ لأُمَيَّةَ، ولكنَّه قد صَحَّحه يونس بنُ حبيبٍ (٣)، وحَمَّادٌ الرَّاوِيةُ (٤)، ومحمدُ بنُ سَلَّامٍ، وعلي بن سليمان الأخفش (٥) للنابغة الجعديِّ (٦).
قال أبو عمر ﵁: وفد النابغة على النبي ﷺ مسلمًا، وأنشده، ودعا له رسول الله ﷺ، وكان من (٧) أوَّلِ ما أنشده قوله في قصيدته الرائيَّة (٨):
(١) ديوانه ص ١٣٢، وطبقات فحول الشعراء ١/ ١٢٧، ومعجم الشعراء ص ٣٢١. (٢) بعده في ط: "ربي"، وفي ي: "الذي". (٣) يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن الضبي، علامة الأدب، إمام نحاة البصرة، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وعن الكسائي، وسيبويه، والفراء، له "النوادر"، و "الأمثال"، و "معاني القرآن"، توفي سنة (١٨٢ هـ)، إنباه الرواة ٤/ ٧٤. (٤) حماد بن سابور أبو القاسم، الراوية، كان من أعلم الناس بأيام العرب وأشعارها وأنسابها، هو الذي جمع المعلقات، توفي سنة (١٥٥ هـ)، سير أعلام النبلاء ٧/ ١٥٧. (٥) علي بن سليمان بن الفضل أبو المحاسن الأخفش الأصغر، العلامة النحوي، لازم ثعلبا والمبرد، كان ثقة، له "الأنواء"، و "الجراد"، توفي سنة (٣١٥ هـ)، الفهرست ١/ ٨٣، وسير أعلام النبلاء ١٤/ ٤٨٠. (٦) طبقات فحول الشعراء لابن سلام ١/ ١٢٦، ١٢٧. (٧) زيادة من: خ. (٨) ديوانه ص ٦١، وغريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٣٦٠، والشعر والشعراء ١/ ٢٨٩، =