اقْرَءُوا ما فيها، فإذا فيها:"هذا كتاب رسولِ اللهِ ﷺ لبني زُهَيْرِ بنِ أقيش، إنَّكم إِنْ أَقَمْتُمُ الصلاةَ، وآتيتُمُ الزَّكَاةَ وَأَدَّيْتُم خُمُسَ مَا غَنِمْتُم إلى النبي ﷺ، فأنتُم آمِنونَ بأمانِ اللهِ ﷿"، قلنا: أنتَ سمِعتَ هذا مِن رسولِ اللهِ؟ قال: نعم، قلنا: حدثنا بشيءٍ سَمِعْتَه مِن رسولِ اللهِ ﷺ، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقولُ: "صَوْمُ شَهرِ الصَّبرِ وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ يُذْهِبْنَ وَغَرَ الصَّدْرِ"، وقال الجُرَيرِيُّ:"وَحَرَ الصَّدْرِ"، قلنا: أنتَ سمِعتَ هذا من رسول الله ﷺ؟ قال: أَلَا أُرَاكُم تَتَّهِموني، فأخَذ الصَّحِيفة ومضَى، فسألنا عنه فقيل: هو النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ (١).
قال الأصمعيُّ: كان النَّمِرُ بنُ تَوْلَبِ العُكْلِيُّ أحدَ المُخَضْرَمِينَ مِن الشعراء، وكان أبو عمرو بن العلاء يُسَمِّيهِ الكَيْسَ (٢)، وقال أبو عبيدة: النَّورُ بنُ تَوْلَبٍ عُكْليٌّ، وكان شاعرَ الرَّبَابِ في الجاهلية، ولم يَمْدَحُ أحدًا ولا هَجَا، وأدرك الإسلام وهو كبيرٌ (٣)، وقال محمد بن سَلام (٤): كان النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ جَوَادًا لا يَكادُ يُمْسِك شيئًا، وكان
(١) أخرجه أحمد ٣٤/ ٣٤٠ (٢٠٧٣٧)، من طريق الجريري به، وأخرجه محمد بن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء ١/ ١٦٢ - ١٦٤ ومن طريقه ابن قانع في معجم الصحابة ٣/ ١٦٥، والدارقطني في المؤتلف والمختلف ٤/ ٢٢٧٧، ٢٢٧٨، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦٥٠٨) من طريق قرة وسعيد به. (٢) الأغاني ٢٢/ ٢٧٣، ١٩/ ١٥٧. (٣) الاختيارين للأخفش الصغير ص ٢٦٦. (٤) طبقات فحول الشعراء ١/ ١٦٠، ١٦١.