ولَمَّا ادَّعَى معاويةُ زِيادًا دخَل عليه بنو أُمَيَّةَ، وفيهم عبدُ الرَّحمنِ ابنُ الحَكَم، فقال له: يا معاويةُ، لو لم تَجِدْ إِلَّا الزَّنْج لاستكثَرْتَ بهم علينا قِلَّةٌ وذِلَّةٌ، فأقبل معاوية على مروان، وقال: أخرج عَنا هذا الخَليعَ، فقال مروانُ: واللهِ إنَّه لَخَليعٌ ما يُطاقُ، فقال معاوية: والله لولا حِلْمِي وتجاوزِي لَعَلِمْتُ أنَّه يُطَاقُ، أَلَم يَبْلُغْني شِعْرُه فيَّ وفي زيادٍ؟ ثمَّ قال لمروان: أسْمِعْنِيهِ، فقال (١):
أَلَا أَبْلِغْ معاويةَ بن صخرٍ … فقَد (٢) ضَاقَتْ بما تأتي اليَدَانِ
(١) الحيوان ٧/ ١٣٩ وفيه البيت الثاني والثالث، والأبيات الأربعة في العفو والاعتذار للرقام البصري ص ١٩٢، وتاريخ دمشق ٣٤/ ٣١٤، ولسان العرب ٦/ ١٣٤ (ع ر س). (٢) في ط، ي ١: "لقد"، وفي حاشية ط كالمثبت. (٣) في ط: "برٌّ"، وفي حاشيتها كالمثبت. (٤) غير منقوطة في: ي، وفي ي ١: "معاوية"، وفي م: "مفرع"، والأبيات ليزيد بن مفرغ في أنساب الأشراف ٥/ ٣٧٥، وتاريخ ابن جرير ٥/ ٣١٨، والأغاني ١٣/ ٢٩٠. (٥) في ط: "صخر". (٦) المغلغلة: الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد، الصحاح ٥/ ١٧٨٣ (غلغل).