ثمَّ ادَّعاه معاويةُ في سنة أربع وأربعينَ، [ولَحِقَ به زيادٌ أخًا](١) على ما كان من أبي سفيانَ في ذلك، وزَوَّجَ معاوية ابنته من ابنه محمدِ بنِ زيادٍ، وكان أبو بَكْرة أخا زيادٍ لأُمِّه - أمهما سُمَيَّةُ - فلما بلغ أبا بَكْرةَ أنَّ معاويةَ استلحَقَه (٢)، وأنَّه رضي ذلك آلَى يمينًا أَلَّا يُكَلِّمه أبدًا، وقال: هذا زَنَّا (٣) أُمَّه، وانتفَى مِن أبيه، ولا واللهِ ما عَلِمْتُ سُمَيَّةَ رأَتْ أبا سفيانَ قَطُّ، وَيْلَهُ ما يَصْنَعُ بأم حبيبة زوج النَّبيِّ ﷺ! أيريدُ أن يراها؟ فإن حَجَبَتْه فَضَحَتْه، وإن رآها فيا لها مُصِيبةً! يَهْتِكُ مِن رسولِ اللهِ ﷺ حُرمة عظيمة.
وحَجَّ زيادٌ في زمن معاوية [ودخل المدينة](٤)، فأرادَ الدُّخول على أم حبيبةَ، ثمَّ ذكر قول أبي بَكْرةَ، فانصرَفَ عن ذلك.
وقيل: إِنَّ أمَّ حبيبةَ [زوج النَّبِيِّ ﷺ](٥) حَجَبَتْه ولم تَأْذَنْ له الدخول عليها، وقيل: إنَّه حَجَّ ولم يَزُرُ من أجل قول أبي بكرة، وقال: جَزَى اللهُ أبا بَكْرةَ خيرًا، فما يَدَعُ النَّصيحة على (٦) حالٍ.
(١) في ط: "لحق به أخا زائدًا"، وفي ي: "ألحق به زياداً أخا"، وفي حاشية ط كالمثبت. (٢) ذكر في حاشية ط خبر استلحاق معاوية لزياد نقلًا عن شرح الأبِّي لصحيح مسلم، والخبر في: الكامل لابن الأثير ٣/ ٢٩٩. (٣) في ط: "زانا"، وفي حاشية ط كالمثبت. (٤) سقط من: هـ، م. (٥) زيادة من: هـ، م. (٦) بعده في ط: "كل".