النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وسعد وأبي بن كعب (١): نَحْسِبُ أن ابنتي قد حُضِرَتْ فاشهدنا، فأرسل إليها السلامَ ويقول:"إن للَّه ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأَجَلٍ (٢) مُسَمَّى فلتصبر ولتحتسب"، فأرسلت تُقسم عليه، فقام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقمنا (٣)، فوُضع الصبي في حِجْر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ونفسُه تَقَعْقَعُ، ففاضت عينا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال له سعد: ما هذا يا رسول اللَّه؟ قال:"هذه رحمة وضعها اللَّه في قلب من شاء من عباده، ولا يرحم اللَّه من عباده إلا الرحماء".
٢٥٣١ - عن أنس: أن غلامًا ليهود كان يخدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فمرض، فأتاه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يعوده فقال:"أَسْلِمْ"، فأَسْلَمَ (٤).
* * *
(١) "بن كعب" ليست في "صحيح البخاري". (٢) "بأجل" ليست في "صحيح البخاري". (٣) في "صحيح البخاري": "وقمنا". (٤) قال ابن بطال في معنى الحديث: إنما تُشرع عيادته -يعني: المشرك- إذا رُجي أن يجيب إلى الدخول في الإسلام، فأما إذا لم يطمع في ذلك فلا. قال الحافظ: والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف المقاصد، فقد يقع بعيادته مصلحة أخرى. قال الماوردي: عيادة الذمي جائزة، والقربة موقوفة على نوع حرمة تقترن بها من جِوار أو قرابة.