بالسُّنْحِ -تعني: بالعالية (١) - فقام عمر يقول: واللَّه مَا مَات رسول اللَّه (٢)، قالت: وقال عمر: واللَّه ما (٣) وقع في نفسي إلا ذلك، وليبعثنه اللَّه، فَلَيُقَطِّعَنَّ أيدي رجالٍ وأرجلهم، فجاء أبو بكر، فكشف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَبَّلَهُ، فقال: بأبي أنت وأمي طِبْتَ حيًّا ومَيِّتًا، والذي نفسي بيده لا يذيقُك اللَّه الموت (٤) أبدًا، فقال (٥): أَيُّها الحالفُ! على رِسْلِكَ، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد اللَّه أبو بكر وأثنى عليه، وقال: أَلَا مَنْ كان يعبدُ محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد اللَّه فإن اللَّه حيٌّ لا يموت، وقال:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}[الزمر: ٣٠]، وقال:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}[آل عمران: ١٤٤]-وفي رواية (٦): أنَّ عمر قال: واللَّه ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي قد مات- قال (٧): فنَشَجَ الناسُ يبكون، واجتمعت الأنصارُ إلى سعد بن عُبَادة في سقيفة
(١) في "صحيح البخاري": "بالسُّنْح؛ قال إسماعيل: يعني: بالعالية". (٢) في "صحيح البخاري": "صلى اللَّه عليه وسلم". (٣) في "صحيح البخاري": "واللَّه ما كان يقع في نفسي. . . ". (٤) في "صحيح البخاري": "الموتتين". (٥) في "صحيح البخاري": "أبدّا ثم خرج فقال. . . ". (٦) خ (٣/ ١٨٦)، رقم (٤٤٥٤)، (٦٤) كتاب المغازي، (٨٣) باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. (٧) رجع إلى الرواية الأولى.