وفي رواية (١): فأُتِيَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بمِخْضَب من حجَارةٍ، فوضع كله وصَغُرَ (٢) المخصب أن يبسط فيه كفّه، فضم أصابعه فوضعها في المخضب، فتوضأ القوم كلهم جميعًا، قلت: كم كانوا؟ قال: كانوا (٣) ثمانين رجلًا.
١٦١٧ - وعن جابر بن عبد اللَّه قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بين يديه رَكْوَةٌ، فتوضأ جَهَشَ (٤) الناس نحوه، فقال (٥): "ما لكم؟ " قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يديه في الرَّكْوَةِ، فجعل الماء يَثُورُ بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مئةَ أَلْفٍ لكفانا، كنا خمس عشرة مئة.
١٦١٨ - وعن البراء قال: كنا بالحديبية أربع عشرة مئة والحديبية بئر فَنَزحْنَاهَا، حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على
(١) خ (٢/ ٥٢٢)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق يزيد، عن حُميد، عن أنس به، رقم (٣٥٧٥). (٢) في "صحيح البخاري": "فصغر". (٣) في "صحيح البخاري": "قال: ثمانون رجلًا". (٤) في "صحيح البخاري": "فجهش". (٥) "فقال" كذا في "صحيح البخاري"، وفي الأصل: "قال".