وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كَدَّابٌ وَمُبِيرٌ"(٢) أي: مهلك.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُبالِي اللهُ بهُم بالَةً"(٣) يقال: ما أباليه بالة وبالًا وبلًى مقصور مكسور الأوّل مصدر، وقيل: اسم، أي: ما أكترث به، ولم أُبَل بالأمر، ولم أباله، و"لا يُلْقِي لَها بالًا"(٤)، و"ما كنْتُ لِأُبَالِيَهَا"(٥)، و"ما بالَيْتُ"(٦)، و"ما تُبالِهِ"(٧)، فمن قال: لم أبل حذف على غير قياس؛ لأن اللام متحركة، وأدخله صاحب "العين" في باب المعتل بالواو (٨).
وقال سيبويه في بالة: كأنها بالية كعافية (٩) يريد: فحذفت الياء ونقلت حركتها إلى اللام والبال: الاكتراث والاهتمام بالشيء، والبال أيضًا: الحال، ومنه: وما بال الناس؟ وفلان رخي البال، وقيل: المعيشة، أي: حسنها، ومثله: ناعم البال، وكله راجع إلى الحال، ومنه:{وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ}[محمد: ٥].
(١) البخاريُّ (٧٠٥٦)، مسلم (١٨٤٠) من حديث عبادة بن الصامت. (٢) مسلم (٢٥٤٥). (٣) البخاريُّ (٦٤٣٤) من حديث مرداس الأسلمي. (٤) "الموطأ" ٢/ ٩٨٥، البخاريُّ (٦٤٧٨) من حديث أبي هريرة. (٥) "الموطأ" ٢/ ٩٥٧، البخاريُّ (٥٧٤٧)، مسلم (٢٢٦١/ ٢) من حديث أبي قتادة. (٦) البخاريُّ قبل حديث (٥١١) عن زيد بن ثابت. (٧) مسلم (٢٤٠١) من حديث عائشة، وفيه: "وَلَمْ تُبَالِهِ". (٨) "العين" ٨/ ٣٣٨. (٩) "الكتاب" ٤/ ٤٠٦. (١٠) الموطأ ٢/ ٩٦٦ - ٩٦٧، البخاريُّ (٢١٠٥)، مسلم (٢١٠٧) من حديث عائشة.