قوله:"مَا أَبْلَى مِنَّا أَحَدٌ"(٢) أي: ما أغنى وكفى، ومنه قول كعب:"مَا عَلِمْتُ أَحَدًا أَبْلَاهُ اللهُ في صِدْقِ الحَدِيثِ أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي"(٣) أي: أنعم (به علي)(٤).
ومنه في حديث هرقل:"شُكْرًا لِمَا أَبْلَاهُ اللهُ"(٥) أي: أنعم به عليه، ومنه:{وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}[البقرة: ٤٩] أي: نعمة، والبلاء للخير والشر؛ لأن أصله الاختبار وأكثر ما يستعمل في الخير مقيدًا، وأما في الشر فقد يطلق، قال الله سبحانه:{بَلَاءً حَسَنًا}[الأنفال: ١٧] وقال ابن قتيبة: أبلاه الله بلاءً حسنًا وبلاه يبلوه: أصابه بسوء. وقال صاحب "الأفعال": بلاه الله بالخير والشر بلاءً (٦).
وقوله:"بَلَوْتُ"(٧) أي: خبرت.
وقوله:"بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ"(٨) أي: بما تلقاه من الأذى ويلقون من القتل والجلاء إذا كذبوك.
(١) رواه الطيالسي (٤٥٧)، والطبراني في "الصغير" ١/ ١٨٦ (٢٩٥)، والبيهقي ٥/ ١٤٧ من حديث أبي ذر، وأصله في مسلم (٢٤٣٧). (٢) تمامه كما في "المشارق" ١/ ٨٩: "مَا أَبْلَى فُلَانٌ"، رواه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ٤/ ٣١٣ ترجمة أبي محجن الثقفي، وفيه: "مَا أَبْلَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى". (٣) البخاري (٤٤١٨، ٤٦٧٨)، مسلم (٢٧٦٩). (٤) من (د). (٥) البخاري (٢٩٤٠)، مسلم (١٧٧٣) عن ابن عباس. (٦) "الأفعال" لابن القوطية ص ١٣٣. (٧) مسلم (١٦٢) في حديث الإسراء والمعراج الطويل عن أنس. (٨) مسلم (٢٨٦٥) عن عياض بن حمار المجاشعي.