قول عائشة - رضي الله عنها - لأم مِسْطَح:"إِلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ " كذا للمروزي، وللباقين "أَيْ أُمِّ، تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ "(٣) ولكليهما وجه، الأول (٤): حَتَّام (٥) تَسُبِّينَ ابْنَكِ؛ لأنها كررت سبها في الحديث مرة بعد أخرى (٦)، فأنكرت ذلك عائشة عليها؛ لأنه كان من أهل بدر فسألتها، أي: لأي علة، وفي أي قصة تسبه؟.
والوجه الآخر بينٌ أيضًا، ودَعَتْهَا أمًّا؛ إما لسنها وكبرها، وإمالك ونها خالة أبيها، والخالة أم، ويحتمل أن يكون مصحفًا من:"إلى مَ" وصغرت اللام وبقيت الياء؛ فجاء منها صورة:"أَيْ" التي للنداء.
وقوله:"فَجَلَسْتُ إلى الحِلَقِ"(٧) معنى: "إلى" هاهنا كمعنى (في) كما تقدم، وكما جاء في الحديث الآخر:"فَجَلَسْتُ في الحِلَقِ"(٨) أو يكون التقدير: جلست آويًا إلى الحلق؛ كما قال: "أَمَّا أَحَدُهُمْ (٩) فَأَوَى إلى
(١) انظر "الأوسط" ١/ ١٧٨، "الهداية" ١/ ١٤ - ١٥. (٢) رواه عن ابن عمر: ابن المنذر في "الأوسط" ١/ ١٧٩ (٧٢). وعن الحسن رواه عبد الرزاق في "المصنف" ١/ ١٨٠ (٦٩٩). (٣) البخاري (٤٧٥٧) من حديث عائشة. (٤) في سائر النسخ: (الأولى)، والجادة ما أثبتناه. (٥) في (س، ظ): (حتى إل مَ)، وفي "المشارق" ١/ ٣٦: (حتما)، ولعل المثبت أصح. (٦) أشار في هامش (س) أن في نسخة: (مرة). (٧) رواه أحمد ٥/ ١٦٩ عن الأحنف بن قيس، وفي البخاري (٤٥٣٢) عن ابن سيرين قال: جلست إلى مجلس .... (٨) البخاري (٥٠٠٠)، مسلم (٢٤٦٢) من حديث عبد الله بن مسعود. (٩) في (س): (أحدهما)، والمثبت كما في الحديث.