"الْمُهَلِّلُ"(١) بلامين وهو عندي أولى هنا (٢)؛ لقوله:"فَمِنَّا المُكَبِّر وَمِنَّا القَائِلُ: لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ" وهو التهليل المقارن أبدًا للتكبير؛ لأن المكبر أيضاً رافع صوته بذكر الله عَزَّ وَجَلَّ، فلا وجه لذكر رفع الصوت في غيره بالذكر دونه.
قوله في الاستسقاء:"فَأَلَّفَ اللهُ (٣) بَيْنَ السَّحَابِ وَهَلَّتْنَا"(٤) أي: أمطرتنا بقوة، يقال: هل (٥) المطر هلًّا: انصب بشدة، وهللًا أيضًا، وانهل (٦) انهلالاً، مثله، ولا يقال: أهل، وروي:"مَلَّتْنَا" بالميم، وقد تقدم.
قوله:"هَلُمَّ"(٧) و"هَلُمِّي"(٨) أي: تعالَ، وفيه لغات: منهم من لا يثني ولا يجمع ولا يؤنث وهي حجازية، ومنهم من يثني ويجمع وبؤنث وهي لغة تميم. قال ابن دريد: وهما كلمتان جعلتا واحدة كأنهم أرادوا: هل أي: أقبل وأم. وقيل: أصلها: (هل أم)(٩)، ثم ترك همزه، وكانت كلمة يستفهم بها من يريد أن يأتي طعام قوم ثم كثر حتى تكلم به الداعي.
(١) مسلم (١٢٨٤/ ٢٧٣). (٢) زاد هنا في (س): (قوله). (٣) ساقطة من (س). (٤) مسلم (٨٩٧/ ١١) من حديث أنس بلفظ: "فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ السَّحَابِ وَمَكَثْنَا"، قال القاضي في "المشارق" ١/ ٣٨٠: وعند الأسدي "هلتنا" بالهاء، وهو الصواب إن شاء الله. (٥) في (س): (هذا). (٦) زاد هنا في (د): (أيضًا). (٧) وردت هذه اللفظة في مواضع كثيرة منها ما في: "الموطأ" ٢/ ٧٦٩ من قول أبي الدرداء. والبخاري (٩٦٩)، ومسلم (٨٨٤) من حديث ابن عباس. (٨) "الموطأ" ٢/ ٩٢٧، والبخاري (٣٥٧٨، ٥٣٨١، ٦٦٨٨)، ومسلم (٢٠٤٠) من حديث أنس. ومسلم (١٣٣٣/ ٤٠٣، ١٩٦٧) من حديث عائشة. (٩) في (س): (هلأم).