وقال الخليل: التهبل: كثرة اللحم (١). يقال: هبُل الرجل بضم الباء، وضبطناه في مسلم أيضًا (٢): "يُهَبَّلْنَ"(٣) بضم الياء أولًا وفتح الهاء وتشديد (٤) الباء على ما لم يسم فاعله، وهذِه رواية العُذْرِيَّ، وروايتنا من طريق الطَّبَرِي بفتح الياء، وهو بعيد.
قوله:"أَوَهَبِلْتِ؟ (٥) أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ؟! "(٦) بفتح الواو والهاء وكسر الباء، أي: ثَكِلْتِ ابنكِ وفَقَدْتِهِ (٧)، هذا أصل الكلمة في اللغة، وضبطه بعضهم بفتح الباء، ولا يصح، والهابل: التي مات ولدها. قال أبو زيد: ولا يقال ذلك إلَّا للنساء. وقيل: يقال أيضًا للرجال، ومعناه عندي هنا ليس على أصل الكلمة، وإنما (٨) مفهومه: أفقدت ميزكِ وعقلكِ مما (٩) أصابكِ من الثكل بابنكِ حتى جهلتِ صفة الجنة، وثكلتِ ذلك مع من ثكلته وهو من نحو ما تقدم من اختلاف التأويل في:"تَرِبَتْ يَدَاكِ (١٠) وَيَمِينُكِ"(١١).
(١) "العين" ٤/ ٥٤. (٢) ساقطة من (د، ش). (٣) مسلم (٢٧٧٠). (٤) في (د): (وشد). (٥) زاد هنا في (س، أ، ش، م): (يصح). (٦) البخاري (٣٩٨٢، ٦٥٥٠) من حديث أنس. (٧) في (د): (فقدتيه). (٨) زاد هنا في (س، د، ش): (هو). (٩) في (س): (ما). (١٠) ساقطة من (س). (١١) مسلم (١٤٤٥/ ٤) من حديث عائشة بلفظ: "تَرِبَتْ يَدَاكِ، أَو يَمِينُكِ".