قوله:"بِسِيَةِ (١) قَوْسِهِ"(٢) هو طرفه المنعطف، وكان رؤبة (٣) يهمزها كما كان يهمز الثندوة، والعرب لا تهمزها، قاله ابن السِّكِّيت. (٤) قوله: "إِنَّ جابِرًا صَنَعَ سُورًا"(٥) أي: اتخذ طعامًا لدعوة الناس، قال الطبري: وهي كلمة فارسية، وقد جاءت مفسرة بنحو هذا في بعض نسخ البخاري. وقيل: السُّور: الصَّنِيع، لغة للحبشة، وأما قوله:"فَأَكَلُوا وَتَرَكُوا سُؤْرًا"(٦) فهذِه (٧) عربية تعني: بَقِيَّة، وكل بقية من ماءٍ أو طعامٍ أو غيره فهو سؤر.
قوله:"وَكثْرَةَ السُّوَالِ"(٨) قيل: مسألة الناس أموالهم. وقيل: كثرة البحث عن أخبار الناس وما لا يعني. وقيل: كثرة سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - عما لم ينزل ولم يأذن فيه كما أنزل الله في كتابه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}[المائدة: ١٠١] ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المسائل وعابها. وقيل: هو نهي عن التنطع في السؤال عما لم ينزل، ويحتمل كثرة السؤال للناس عن أحوالهم حتى يدخل عليهم الحرج في كشف ما ستروه من أمورهم.
(١) في (س): (لساة). (٢) مسلم (١٧٨٠) من حديث أبي هريرة سياقه مختلف قليلًا. (٣) في (س): (رواية). (٤) "إصلاح المنطق" ص ١٣٢. (٥) البخاري (٤١٠٢)، ومسلم (٢٠٣٩). (٦) مسلم (٢٠٤٠) من حديث أنس. (٧) في (س): (فهي). (٨) البخاري (١٤٧٧)، ومسلم (٥٩٣) من حديث المغيرة بن شعبة. و"الموطأ" ٢/ ٩٩٠، ومسلم (١٧١٥) من حديث أبي هريرة.