قوله:"خَرَجَتْ قُرْعَةُ المُهَاجِرِينَ"(١) وما تصرف من القرعة، وهي السهام (٢) وهي من رمي السهام على الحظوظ، ومنه:{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ}[الصافات: ١٤١] أي: من خرج سهمه رمي في البحر، وأصله من الضرب. وفي الحديث:"أُقْسِمُ لَتَقْرَعَنَّ بِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ"(٣) بفتح التاء، أي: لتردعنه، يقال: قرع الرجل بكسر الراء إذا ارتدع، أو يكون معناه: لتفجأنه بذكرها، وهو كالصك له والضرب منه، ومنه: قَرَعَ البَابَ وبالعصا، والأوجه عندي أن يكون بضم التاء وكسر الراء، رباعي، ومعناه: تغلبه وتظهر عليه بالكلام، يقال منه: أقرعتَه إذا قهرتَه بكلامكَ، قاله صاحب "الأفعال"(٤)، ويحتمل أن يكون:"لَتُقَرِّعَنَّ بِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ" من التقريع، وهو (٥) التوبيخ.
قوله:"ثُمَّ قَرَعَ رَاحِلَتَهُ"(٦) أي: ضربها، و"القَوَارعُ"(٧): الأمور
(١) البخاري (٧٠٠٣) من حديث أم العلاء امرأة من الأنصار بلفظ: "اقْتَسَمُوا المُهَاجِرِينَ قُرْعَةً". (٢) في (س، د، ش): (السهم). (٣) البخاري (١٩٢٥، ١٩٢٦) من حديث عائشة وأم سلمة بلفظ: "أُقْسِمُ باللهِ لَتُقَرِّعَنَّ بِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ". (٤) "الأفعال" لابن القوطية ص٥٨. (٥) ساقطة من (س). (٦) رواه أحمد ١/ ٧٦، ٨١ من حديث علي بلفظ: "فَقَرَعَ رَاحِلَتَهُ". (٧) روى ابن خزيمة في "صحيحه" ٤/ ١٤٥ (٢٥٤٩) من طريق الحسن عن جابر مرفوعًا وفيه: "إِيَّاكُمْ وَقَوَارَعَ الطَّرِيقِ فَإِنَهُ مَأْوى الحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ". ثم قال: سمعت محمد بن يحيى يقول: كان علي بن عبد الله ينكر أن يكون الحسن سمع من جابر. وروى الطبراني في "الكبير" ٨/ ١٤٦ (٧٦٤٤)، وفي "مسند الشاميين" ٢/ ٢٨ (٨٦١) من حديث أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما وكان أكثر خطبته ذكر