وقوله:"وَنَفَرُنَا خُلُوفٌ"(٣) أي: جماعة رجالنا مسافرون. والخلوف: الذين غاب رجالهم عن نسائهم، والنفر: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقد يريد ها هنا بالنفر من بقي من النساء، أو يريد به الرجال الغيب.
وقوله (٤): "لَوْ هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا"(٥) أي: رجالنا. جمع نفر، والنفر والنفرة (٦) والنفير والنافرة كل هذا رهط الرجل الذين ينصرونه، وفي رواية السمرقندي:"مِنْ أَنْصَارِنَا". والمعنى واحد، والمنافرة: المحاكمة، ونافرت الرجل: حاكمته إلى من يُغَلِّب أحدنا ويُفَضِّله على الآخر، يقال: تنافر إلى الحاكم فنَفَر فلانًا، ونفَّره أيضًا، أي: غلبه.
وقوله في حديث ابن صياد:"فَنَفَرَتْ عَيْنُهُ"(٧) أي: ورمت، وكذلك الفم وغيره من الجسد.
وقوله:"إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ"(٨) أي: مشددين، والنفار: الشرود والفرار، ومنه: نفرت الدابة. أي: لا تشددوا على الناس وتخوفوهم فتبغضوا إليهم الإِسلام، وتصدوهم عنه.
(١) البخاري (٣٠٠٩، ٣٧٠١، ٤٢١٠)، ومسلم (٢٤٠٦) من حديث سهل بن سعد. (٢) "الموطأ" ٢/ ٩٨٥ عن يحيى بن سعيد أن عيسى ابن مريم لقي خنزيرا فقال له ذلك. (٣) البخاري (٣٤٤) من حديث عمران بن حصين، وفيه: "وَنَفَرُنَا خُلُوفًا". (٤) قبلها في (س، ش، م): (صوابه وقول المرأتين). وهي ليست في "المشارق" ٢/ ٢٠ أيضًا. (٥) مسلم (٢٤٧٣) من حديث أبي ذر. (٦) ساقطة من (س)، وفي (د، م، ش): (النضر) والمثبت من "المشارق" ٢/ ٢٠. (٧) مسلم (٢٩٣٢/ ٩٩) من حديث ابن عمر. (٨) البخاري (٧٠٢، ٧٠٤، ٦١١٠، ٧١٥٩)، ومسلم (٤٦٦) من حديث أبي مسعود.