"يَلْعَبُ" يعود) (١) على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أي: كان يمازحه عليه السلام، وعلى ما جاء في غير مسلم مفسرًا:"لِنُغَرٍ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ"(٢)، يكون اللاعب الصبي، والهاء ضمير النغر، واللعب بمعنى اللهو.
وقوله:"وَمَعَهَا لُعَبُهَا"(٣) جمع لعبة، وهي صور الجواري وغيرها التي تلعب بها الصبايا، يريد: لصغرها.
و"اللَّعْنُ"(٤) في أصله: البعد، واللعين عند العرب: المتمرد المطرود من بينهم، الذي قد تبرؤوا منه لتمرده وخوف جرائره، ثم الآن المبعد من رحمة الله عز وجل.
وقوله:"اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ"(٥)، و"اللَّعَّانَيْنِ"(٦)، و"الْمَلَاعِنَ الثَّلاثَ"(٧) كل ذلك يريد مواضع الارتفاق من ظل وماء وطريق؛ لأن الجلوس فيها للحاجة سبب للعن الجالسين فيها.
وقوله في حديث (٨) اللعان: "فَذَهَبَتْ لِتَلْتَعِنَ"(٩)، وعند الأسدي والطبري في حديث ابن أبي شيبة:"ليلَعِّنَ" بضم الياء وفتح اللام، وفيه:
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ). (٢) البخاري (٦٢٠٣). (٣) مسلم (١٤٢٢/ ٧١) عن عائشة، وفيه: "وَلُعَبُهَا مَعَهَا". (٤) البخاري (٣٠٤) من حديث أبي سعيد الخدري، ومسلم (٧٩) من حديث ابن عمر. (٥) رواه أبو داود (٢٥)، وأبو يعلى ١١/ ٣٦٩ (٦٤٨٣)، والحاكم ١/ ١٨٦، والبيهقي ١/ ٩٧ من حديث أبي هريرة. (٦) مسلم (٢٦٩) من حديث أبي هريرة. (٧) رواه أبو داود (٢٦)، وابن ماجه (٣٢٨)، والطبراني ٢٠ (٢٤٧)، والبيهقي ١/ ٩٧ من حديث معاذ بن جبل. وحسنه الألباني في "الإرواء" (٦٢). (٨) من (د). (٩) مسلم (١٤٩٥) من حديث ابن مسعود، وفيه: "لِتَلْعَنَ".