و"فأَرَمَّ القَوْمُ"(٣) كذلك كأنهم أطبقوا منها شفاههم، وهي المرمة من غير الناس، استعيرت للناس، وروي في غير هذِه الكتب:"فَأَزَمَ القَوْمُ" بزاي مخففة وميم مخففة، أي: أمسكوا عن الكلام.
قوله:"فَدَفَعَهُ إِلَيهِ بِرُمَّتِهِ"(٤)، و"لْيُعْطَ (٥) بِرُمَّتِهِ"(٦) بضم الراء، أي: بالحبل الذي ربط به، وكانوا يربطون المقود منه بحبل ويدفعونه إلى ولي المقتول، ثم قيل ذلك لكل ما دفع بجملته ولكل من أسلم للقود وإن لم يكن مربوطًا بحبل، والرمة قطعة حبل بالٍ، وبه لقب ذو الرمة.
قوله:"لَيْسَ وَرَاءَ اللهِ مَرْمَى"(٧) أي: مطلب لطالب، والمرمى: الغرض الذي يُرمى إليه وإليه ينتهي سهم الرامي، وبه يحوز السبق، كما إليه (٨)
(١) رواه أبو داود (٨)، والنسائي ١/ ٣٨، وابن ماجه (٣١٣)، وأحمد ٢/ ٢٤٧، ٢٥٠، وابن حبان ٤/ ٢٧٩، ١٤٣١ (١٤٣١، ١٤٤٠)، والبيهقي ١/ ٩١ من حديث أبي هريرة. وحسن إسناده الألباني في "صحيح أبي داود" (٦). (٢) مسلم (٢٣٥٩/ ١٣٧) من حديث أنس. (٣) مسلم (٤٠٤) عن أبي موسى الأشعري، و (٦٠٠) من حديث أنس. (٤) مسلم (١٦٦٩/ ٢) من حديث سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج، وفيه: "فَيُدْفَعُ بِرُمَّتِهِ". (٥) في (س، أ): (سقط). (٦) "الموطأ" ٢/ ٧٣٧ من قول على. (٧) "الموطأ" ٢/ ٩٠١. (٨) أشار في هامش (د) أن في نسخة: (إلى الله).