خولان من اليمن، ونهيه عن الطروق:"مَخَافَةَ أَنْ يَتَخَوَّنَهُمْ"(١)، قيل: يطلب غفلتهم. وقيل: ينتقصهم بذلك. وقيل: يطلع منهم على خيانة.
و"الْخِوَانُ"(٢)، والخَوَانُ، والإِخْوَانُ: المائدة ما لم يكن عليها طعام.
و"الْقُبَاءُ المُخَوَّصُ بِالذَّهَبِ"(٣)، يعني: المنسوج فيه.، وقيل: فيه طرائق من ذهب مثل خوص النخل، وكذلك الجَامُ المُخَوَّصُ (٤): صنعت من الذهب صفائح مثل الخوص. قلت: وعندي أن المخوص من الجام: هو المطوق، ومن الأقبية: المكفوف بالذهب، وعند القابسي في حديث الجام:"مُخَوَّضٌ بِالذَّهَبِ" بضاد معجمة، قال أبو الفضل: وهو بعيد (٥).
قلت: ويخرج على أنه مغسول بالذهب، أي: خوض بالذهب حتى انصبغ فيه، إما جميعه وإما باطنه.
وقوله:"يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللهِ"(٦) أي: يخلطون فيه ويلبسون في أمره، ويكون بمعنى: الخوض في وجوه تحصيله من غير وجهه، وكيفما أمكن من غير ورع، ولا تحفظ مع الاستكثار منه، وخاضَ الشىء، وفيه: إذا دخل فيه مقتحمًا.
(١) قال البخاري: "بَابُ لَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا إِذَا أَطَالَ الغَيْبَةَ مَخَافَةَ أَنْ يُخَوِّنَهُمْ أَوْ يَلْتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ"، ثم روى (٥٢٤٣) من حديث جابر: "كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا". (٢) البخاري قبل حديث (٥٣٨٥). (٣) رواه البيهقي ٩/ ١٧٨ من حديث يزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر بلفظ: "وَكَانَ عَلَيْهِ قُبَاءُ دِيبَاجٍ مُخَوَّصٌ بِالذَّهَبِ". (٤) البخاري (٢٧٨٠) من حديث ابن عباس بلفظ: " فَقَدُوا جَامًا مِنْ فِضَّةٍ مُخَوَّصًا مِنْ ذَهَب". (٥) "المشارق" ١/ ٢٤٨. (٦) البخاري (٣١١٨) من حديث خولة الأنصارية.