وفي حديثِ أبي بكرةَ في ذلك: "وإنَّه رَيْحانَتِي مِن الدنيا" (٢)، ولا أَسْوَدَ ممن سَمَّاه رسولُ اللهِ ﷺ سَيِّدًا.
وكان ﵁ حليمًا (٣) ورِعًا فاضِلًا، دَعاه ورَعُه وفضلُه إلى أن ترَك المُلْكَ والدُّنيا؛ رغبةً فيما عندَ اللهِ تعالى، وقال: واللهِ ما أحبَبتُ منذُ علِمتُ ما ينفعُني و (٤) يَضُرُّني أنْ أَلِيَ أمرَ أمةِ محمدٍ ﷺ على أن تُهَرَاقَ (٥) في ذلك مِحْجَمةُ دَمٍ (٦).
وكان مِن المُبادِرِينَ [إلى نَصْرِ](٧) عثمانَ ﵁ والذَّابِّينَ عنه، ولمَّا قُتِل أبوه عليٌّ ﵁ بايَعه (٨) أكثرُ مِن أربعين ألفًا، كلُّهم قد كانوا بايَعوا أباه عليًّا قبلَ موتِه على الموتِ، وكانوا أطوعَ للحسنِ ﵁ وأَحَبَّ فيه
(١) أخرجه أحمد ٣٤/ ١٣٨ (٢٠٤٩٩)، والبخاري (٢٧٠٤)، والترمذي (٣٧٧٣)، وأبو داود (٤٦٦٢)، والنسائي (١٧٣٠، ١٠٠١٠)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٥٩٠)، والبيهقي في السنن الكبير (١٣٥٢٠، ١٦٧٨٧)، وفي دلائل النبوة ٦/ ٤٤٢، من حديث أبي بكرة ﵁. (٢) أخرجه أحمد ٣٤/ ١٤٨ (٢٠٥١٦)، وابن حبان (٦٩٦٤)، والطبراني في الكبير (٢٥٩١) من حديث أبي بكرة ﵁. (٣) في ي: "عليمًا". (٤) في م: "وما". (٥) في ي ١، خ، م، هـ: "يهراق". (٦) طبقات ابن سعد ٤/ ١٤١، وتاريخ دمشق ١٣/ ٢٧٣، وأسد الغابة ١/ ٤٩١. (٧) في ط: "لنصرة"، وفي غ: "إلى أن نصر". (٨) في خ: "تابعه".