والحارثُ بنُ حَسَّانَ البَكْرِيُّ هذا هو الذي سأله رسولُ الله ﷺ عن حديثِ عادٍ قومِ هودٍ، وكيفَ هَلكوا بالرِّيحِ العَقِيمِ، فقال له: يا رسول الله، على الخبير سقطتَ، فذهَبَتْ مَثَلًا، وكان قدم على رسول الله ﷺ يسألُه أن يُقطِعَه أرضًا من بلادِهم، فإذا بعجوزٍ من تميمٍ تسألُه ذلك، فقال الحارثُ: يا رسولَ اللهِ، أعوذُ باللهِ أن أكونَ كقَيْل ابن عترٍ وافدِ عادٍ، فقال له رسولُ الله ﷺ:"أعالِمٌ أَنتَ بحديثِهم؟ "، فقال: نعم، نحن ننتجعُ بلادهم، وكان آباؤُنا يُحَدِّثونَنا عنهم، يروي ذلك الأصغرُ عن الأكبر، فقال رسولُ الله ﷺ:"فما قال الأولُ؟ "، فقال: على الخبيرِ سَقَطتَ، فقال له رسولُ اللهِ ﷺ:"إيهٍ"، يستطعِمُه الحديثَ، فذكر الخبرَ، ذكره أهلُ الأخبار وأهلُ التفسير للقرآن: سُنَيدٌ (٣) وغيرُه.
= وأخرجه أحمد (١٥٩٥٣، ١٥٩٥٤)، والبخاري في التاريخ الكبير ٢/ ٢٦١، والنسائي (٨٦٠٧)، والطبراني في المعجم الكبير (٣٣٢٥)، وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٢١٠٤) من طريق عاصم عن أبي وائل عن الحارث. (١) سيأتي تخريجه. (٢) الجرح والتعديل ٣/ ٧١. (٣) سنيد بن داود المصيصى أبو على المحتسب، واسمه الحسين، قال الذهبي: كان أحد أوعية العلم، وقال الخطيب: رأيت الأكابر من أهل العلم رووا عنه، واحتجوا به، ولم أسمع عنهم فيه إلا الخير، له تفسير، توفي سنة (٢٢٦ هـ)، تهذيب الكمال ١/ ١٦٣، =