مُسْتَضْعَفٍ ذِي طِمْرَينِ (١) لا يُؤْبَهُ له (٢)، لو أقسَم على اللهِ لأَبَرَّه، منهم البراءُ بنُ مالكٍ".
وإنَّ البراءَ لَقِيَ زَحْفًا مِنَ المُشرِكِين، وقد أوجَعَ المُشْرِكُون في المسلمين، فقالوا له: يا بَرَاءُ، إن رسول الله ﷺ قال: إِنَّكَ لو أَقسَمتَ على اللهِ لأَبَرَّكَ، فأَقسم على رَبِّكَ، قال (٣): أَقسَمتُ عليك يا ربِّ لَمَا مَنَحتَنا أكتافهم، ثُمَّ التَقَوا على قنطَرَةِ السُّوسِ (٤)، فأَوجَعوا في المسلمين، فقالوا له: يا بَرَاءُ أَقسم على رَبِّكَ، فقال: أَقسَمْتُ عليك يا رَبِّ لمَا مَنَحْتَنا أكتَافَهم، [وألحقني](٥) بِنَبِيِّي (٦)ﷺ، فَمُنِحُوا أكتافهم، وقُتِل البراء شهيدًا (٧).
حدَّثنا أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن محمدِ بن عليٍّ، قال: حدَّثنا أبي،
(١) الطمر: الثوب الخلق، النهاية ٣/ ١٣٨. (٢) في هـ، غ: "به". (٣) في حاشية ط: "فقال". (٤) السوس: بلدة بخوزستان، فيها قبر دانيال النبي ﵇، معجم البلدان ٣/ ٨٨، وهي تقع الآن في إيران. (٥) في ط، ي ١: "وألحقتني". (٦) في ي: "بنبيي محمد"، وفي م: "بنبي الله". (٧) سقط من ف. والحديث أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٨٨٨٤)، والحاكم ٣/ ٢٩١، ٢٩٢، ومن طريقه البيهقي في الشعب (١٠٠٠١)، واللالكائي في أصول الاعتقاد ٩/ ١٥٩، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٦، والبيهقي في دلائل النبوة ٦/ ٣٦٨، وفي الاعتقاد ١/ ٣١٥، ومن طريق سلامة بن روح به، والمرفوع وحده أخرجه الترمذي (٣٨٥٤)، من طريق ثابت وعلي بن زيد عن أنس.