هذه مِن هذه، يعني لِحْيَتَه مِن دمِ هامتِه، قال فَضالةُ: فصَحِبَه أبي إلى صِفِّينَ، وفي صِفِّينَ قُتِل فيمَن قُتِل، وكان أبو فَضالةَ مَن أهلِ بدرٍ (١).
قال أبو عمرَ: قد سمِع فَضالةُ بنُ أبي فَضالةَ هذا الخبرَ مِن عليٍّ.
أخبَرنا خلفُ بنُ قاسمٍ، قال: حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ الجَوْهَرِيُّ، قال: حدَّثنا أحمدُ بنُ محمدِ بن الحَجَّاجِ، قال: حدَّثنا يحيى بنُ سليمانَ الجُعْفِيُّ وعبدُ العزيزِ بنُ عمرانَ بن مِقْلاصٍ، قالا: حدَّثنا أسدُ بن موسى، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ راشدٍ، عن عبدِ اللهِ بن محمدِ بن عَقِيلٍ، عن ابن أبي فَضالةَ، قال: خَرَجْتُ مع أبي إلى عليِّ بن أبي طالبٍ بيَنْبُعَ عائدًا له، وكان مريضًا ثقيلًا يُخافُ عليه، فقال له أبي: ما يُقِيمُك بهذا المنزلِ؟ لو هَلَكْتَ لم يَلِكَ إلا أعرابُ جُهَينةَ، فَاحْتَمِلْ إلى المدينةِ، فإنْ أصابَك أَجَلُك وَليَك أصحابُك وصَلَّوْا عليك، وكان أبو فَضالةَ ممَّن شهِد بدرًا مع النبيِّ ﷺ، فقال له عليٌّ: لَسْتُ مَيِّتًا مِن وَجَعِي هذا، إنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ عهِد إليَّ أَنِّي لا أُمُوتُ حتَّى أُؤَمَّرَ، ثمَّ تُخْضَبُ هذه مِن هذه، يعني لِحْيَتَه مِن هامتِه، قال: وسارَ أبو فَضالةَ مع عليٍّ إلى صِفِّينَ، فقُتِلَ بِصِفِّينَ (٢).
(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٢/ ٥٤٨ من طريق عارم به. والإصابة ١٢/ ٥٢٤، وتعجيل المنفعة ٢/ ٥٢٦. (٢) أسد بن موسى في فضائل الصحابة، كما في الإصابة ١٢/ ٥٢٤، وتعجيل المنفعة ٢/ ٥٢٦، وأخرجه أحمد ٢/ ١٨٢ (٨٠٢)، وفي فضائل الصحابة (١١٨٧)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٢/ ٥٤٧، والضياء في المختارة (٧٠٢)، والحارث بن أبي أسامة (٩٨٥ - بغية)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٦٩٨٧)، والبزار (٩٢٧)، =