وبَرِقتْ بَرْقَةٌ، فرَأَى رسولُ اللهِ ﷺ قتادةَ بنَ النُّعْمَانِ، فقال له (١): "قتادةُ؟ "، قال: نعم، يا رسولَ اللَّهِ، علِمتُ أنَّ شاهِدَ الصَّلاةِ الليلة (٢) قليلٌ، فَأَحْبَبتُ أن أشهَدَها فقال له:"إذا انصرَفْتَ فَأْتِني"، فلمَّا انصرَف أعطاه عُرْجونًا، [فقال:"خُذْ هذا] (٣) فَسَيُضِيءُ أمامَك عشرًا [وخلفَك عشرًا](٤) ".
وقتادةُ هذا هو جَدُّ عاصمِ بن عمرَ بن قتادةَ المُحَدِّثِ النَّسَّابَةِ.
روَى عن قتادةَ بن النُّعمانِ أخوه لأُمِّه أبو سعيدٍ الخدريُّ حديثَ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾: "تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآنِ"(٥)، وقتادةُ بنُ النُّعْمانِ هذا هو الذي كان يَقْرَؤُها، وكان يَتَقَالُّها، وعليه مَخْرَجُ ذلك الحديثِ، وله في قصة نُزُولِ: ﴿وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ﴾ [النساء: ١٠٧] في بني أُبَيْرقٍ مِن الأنصارِ فضيلةٌ كبيرةٌ (٦)، وحديثُه بذلك مشهورٌ في السِّيَرِ، وفي كُتُبِ تفسيرِ القرآنِ.
(١) سقط من: ر، م. (٢) في ز ١: "الليل". (٣) في ر: "وقال له: خذ هذا" وفي م: "وقال له خذها". (٤) سقط من: ر، غ. والحديث أخرجه أحمد ١٨/ ١٦٨ (١١٦٢٤)، وابن خزيمة (١٦٦٠)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٥٠٥) من طريق أبي سلمة به. (٥) أخرجه مالك ١/ ٢٠٨، وأحمد ١٧/ ١٨٦ (١١١١٥)، والبخاري (٥٠١٣، ٥٠١٤، ٧٣٧٤)، والنسائي في الكبرى (٧٩٧٥). (٦) تقدم في ترجمة أسير بن عروة ١/ ١٥٠، ١٥١، وفي ترجمة رفاعة بن زيد بن عامر في ٣/ ٢٩.