روَى أبو الوليدِ الطَّيَالِسِيُّ، قال: حدَّثنا عُبَيدُ (١) اللَّهِ بنُ إيادِ بن لَقِيطٍ، [عن أبيه](٢)، عن قيسِ بن النُّعْمانِ، قال: لَمَّا انطلَق النبيُّ ﷺ وأبو بكرٍ يَسْتَخْفِيانِ (٣)، مَرَّا بعبدٍ يَرْعَى غنمًا، فاسْتَسْقَياه مِن اللبنِ، فقال: ما عندي شاةٌ تَحْلِبُ، غيرَ أنَّ هاهنا عَنَاقًا حَمَلَتْ أَوَّلَ الشَّاءِ، وقد أخْدَجَتْ (٤)، وما بقِي لها لبنٌ، فقال:"ادْعُ بها عندي (٥) "، فدعَا بها، فاعْتَقَلها (٦) النبيُّ ﷺ، ومسَح ضَرْعَها، ودَعا حتَّى أَنْزَلَتْ، قال (٥): وجاء أبو بكرٍ، فحَلَب فسَقَى أبا بكرٍ، وحلَب فسَقَى الرَّاعِيَ، ثمَّ حلَب فشَرِبَ، فقال الرَّاعِي: باللَّهِ مَن أنتَ؟ فوالله ما رأيتُ مِثْلَكَ قَطُّ، قال:"وتَرَاكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ حَتَّى أُخْبِرَك؟ "، قال: نعم، قال:"فإنِّي محمدٌ رسولُ اللَّهِ"، قال: أنتَ الذي تَزْعُمُ قريشٌ أَنَّكَ صابِئٌ؟ قال:"إنهم ليقولون ذلك"، قال: فأشهَدُ أنَّك نبيٌّ، وأشهَدُ أنَّ ما جئتَ به حَقٌّ، وأنَّه لا يفعلُ ما فعلْتَه إلا نبيٌّ، وإِنِّي مُتَّبِعُك، قال:"إِنَّكَ لا تستطيعُ ذلك يومَك، فإذا بلَغك أنِّي قد ظهَرْتُ فَأْتِنا"(٧).
(١) في ر، غ: "عبد". (٢) سقط من: ز ١. (٣) في حاشية ز ١: "يريد انطلاقهما مهاجرين إلى المدينة". (٤) في غ: "أخرجت"، وفي م: "أجدبت"، وأخدجت: إذا ولدت ناقص الخلق وإن كان لتمام الحمل، النهاية ٢/ ١٢. (٥) ليس في: الأصل. (٦) أي: وضع رجلها بين ساقه وفخذه، ثم حلبها، النهاية ٣/ ٢٨١. (٧) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٨/ ٣٤٣ (٨٧٤)، والحاكم ٣/ ٨، ٩ من طريق أبي الوليد الطيالسي به.