أسلَم بعدَ (١) فتحِ الطَّائِف ولم يُهاجِرْ، وكان أحدَ وُجُوهِ ثَقِيفٍ ومُقَدَّمِيهم (٢)، هو ممن وفَد على كسرَى (٣)، وخبرُه معه عَجِيبٌ، قال له كسرى ذاتَ يومٍ: أيُّ وَلَدِك أَحَبُّ إليك؟ قال: الصَّغيرُ حتَّى يَكْبَرَ، والمريضُ حتَّى يَبْرَأَ، والغائبُ حتَّى يَئُوبَ، فقال له (٤) كسرى: زِهْ (٥)، مَالَك ولهذا الكلامِ، وهذا كلامُ الحكماءِ، وأنتَ مِن قومٍ جُفَاةٍ لا حكمةَ فيهم، فما غِذاؤُك؟ قال: خبزُ البُرِّ، قال: هذا العقلُ مِن البُرِّ لا مِن اللَّبنِ والتَّمرِ (٦).
وكان شاعرًا مُحْسِنًا، تُوفِّي غَيْلانُ بنُ سَلَمةَ في آخرِ خلافةِ عمرَ (٧).
(١) بعده في هـ: "الفتح". (٢) بعده في م: "و". (٣) في حاشية هـ: "في شرح منازل السائرين للإمام ابن القيم: أن غيلان بن سلمة طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه، فقال له عمر بن الخطاب: إني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك، فقذفه في نفسك: فمن يأمن القراء بعدك يا شهر ومثله في فتح الباري في تفسير سورة ﴿قد أوحي إلي﴾ "، مدارج السالكين ١/ ٧١، وفتح الباري ٨/ ٦٧٣. (٤) زيادة من: الأصل. (٥) زِهْ، بالكسر والسكون: كلمة تقال عند العَجَب والاستحسان بالشيء، تاج العروس ٣٦/ ٣٩١ (زهزه)، والمعجم الذهبي ص ٣١٨. (٦) الأغاني ١٣/ ٢٠٦، ٢٠٧. (٧) في حاشية هـ: "غيلان مولى النبيّ ﷺ، ذكره العراقي في سيرته المنظومة، والقطب الحلبي في شرح سيرة المقدسي من موالي النبي ﷺ، وقال ابن حجر: ذكره ابن السكن، وحديثه عند أهل الكوفة"، ألفية السيرة النبوية ص ١٣٨، والإصابة ٨/ ٤٩٩، وترجمته =