وروَى حَمَّادُ بنُ سَلَمةَ، عن عاصمٍ، عن زِرٍّ، عن ابنِ مسعودٍ، أَنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال:"عُرِضَتْ عليَّ الأممُ بالموسمِ، فَراثَتْ (١) عليَّ أُمَّتِي، ثمَّ رأيتُهم فَأَعْجَبَتْني (٢) كثرتُهم قد مَلَئُوا السَّهْلَ والجبلَ، فقال: يا محمدُ أَرَضِيتَ؟ قلتُ: نعمْ يا رَبِّ، قال: فإنَّ لك مع هؤلاءِ سبعينَ ألفًا يدخُلون الجنَّةَ بغير حسابٍ؛ همُ الذينَ لا يَسْتَرْقُونَ، ولا يَكْتَوُون، ولا يَتَطَيَّرُونَ، وعلى ربِّهم يَتَوَكَّلُونَ"، فقال عُكَّاشةُ بنُ محصنٍ: يا رسولَ اللَّهِ، ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهم، فدَعا (٣) له، فقام رجلٌ آخرُ، فقال: يا رسول اللَّهِ، ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهم، فقال:"سَبَقَك بها عُكَّاشةُ"(٤).
قال أبو عمرَ: قال بعضُ أهلِ العلمِ (٥): إنَّ ذلك الرجلَ كان مُنافِقًا، فأجابَه بمعاريضَ مِن القولِ، وكان رسولُ اللهِ ﷺ لا يكادُ
(١) في هـ: "فعرضت"، وراثت: أبطأت. الصحاح ١/ ٢٨٤ (ر ي ث). (٢) في هـ، م: "فأعجبني". (٣) في م: "فقال: أنت منهم، ودعا". (٤) أخرجه الطيالسي (٣٥٠)، وأحمد ٦/ ٣٦٩ - ٧/ ٣٥٨ (٣٨١٩، ٤٣٣٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٩١١)، والبزار (٣٥٣٩ - كشف)، وأبو يعلى (٥٣٤٠)، وابن حبان (٦٠٨٤)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف ٢/ ٧٢٨، والمصنِّف في التمهيد ٣/ ٣٧١، ١٣/ ٢٨٣ ومن طريق حماد بن سلمة به. (٥) قاله أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي، كما في المؤتلف والمختلف للدارقطني ٢/ ٧٢٨. وقال سبط ابن العجمي: "هو سعد بن عبادة وهو سيد جليل، جاء ذلك في حديث ذكره الخطيب البغدادي". الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ٢/ ١٠٦، قال الحافظ في فتح الباري ١١/ ٤١٢: وجاء من طريق واهية أنه سعد بن عبادة، أخرجه الخطيب في المبهمات .. ، وهذا مع ضعفه وإرساله يستبعد من جهة جلالة سعد بن عبادة، فإن كان محفوظًا، فلعله آخر باسم سيد الخزرج واسم أبيه ونسبته …