ذكَر العلماءُ بالأَثَرِ والخَبَرِ أَنَّ عمرَ بنَ الخَطَّابِ استشارَ الصَّحابةَ في رجلٍ يُوَجِّهُه إلى العراقِ، فأجمَعوا جميعًا على عثمان بن حُنَيفٍ، وقالوا: لن (١) تَبْعَثَه إلى (٢) أَهَمَّ مِن ذلك، فإنَّ له بَصَرًا وعَقْلًا ومعرفةً وتجربةً، فأسرَع عمرُ إليه، فَوَلَّاه مساحةَ أهلِ (٣) العراق، فضرَب عثمانُ على كلِّ جَرِيبٍ (٤)، مِن الأرضِ ينالُه الماءُ [عامرٍ أو غامرٍ](٥)، درهمًا وقَفيزًا، فَبَلَغَتْ جِبايةُ سَوَادِ الكوفة قبلَ أن يموتَ عمرُ بعامٍ مائةَ ألفِ ألفٍ [ونيِّفًا](٦).
ونال (٧) عثمانَ بنَ حُنَيْفٍ في نُزُولِ عسكر طلحةَ والزُّبَيرِ البصرة ما زاد في فضلِه، ثمَّ سكن عثمانُ بنُ حُنَيفٍ الكوفةَ وبَقِي إلى زمن معاوية.
(١) في م: "إن". (٢) في م: "على". (٣) في هـ، م: "أرض". (٤) الجريب: الوادي، ثم استعير للقطعة المتميزة من الأرض، فقيل فيها: جريب وجمعها أجربة. المصابح المنير (ج ر ب). (٥) في هـ: "عامرا وغامرا"، وفي م: "غامرا وعامرا". (٦) سقط من: م. (٧) في هـ، غ: "قال".