[سيفُ عامرٍ](١) على ساقِه فقطَع أَكْحَلَه (٢)، فكانَتْ منها (٣) نفسُه، قال سَلَمةُ: فلَقِيتُ ناسًا من أصحاب رسول الله ﷺ، فقالوا: بطل عملُ عامر، قتل نفسه، [قال سَلَمةُ](٤): فجِئتُ إلى رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله، [بطل عملُ عامرٍ](٥)؟ فقال:"مَن قال ذلك؟ " قلتُ: ناسٌ مِن أصحابك، فقال رسولُ الله ﷺ(٦): "كذب من قال ذلك، بل له أجرُه مَرَّتَينِ"، قال سَلَمةُ: ثم إنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ أَرْسَلَني إلى عليِّ بن أبي طالبٍ، وقال:"لأُعْطِينَّ الرَّايةَ رجلًا يُحِبُّ الله ورسوله، ويُحِبُّه اللهُ ورسولُه"، قال: فجِئتُ به أقودُه أَرْمَدَ، فَبَصَقَ النبيُّ ﷺ في عَينَيهِ، ثم أعطاه الرَّايةَ، فخرَج مَرْحَبٌ [يخطرُ بسيفه](٧)، فقال:
قد عَلِمتْ خيبرُ أَنِّي مَرْحَبُ
شاكي السِّلاح بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إذا الحروبُ أقبَلَتْ تَلَهَّبُ (٨)
فقال عليٌّ الله ﵁:
(١) في خ، هـ، م: "سيفه". (٢) في ر: "الحلقة"، والأكحل: عرق في اليد يفصد. الصحاح ٥/ ١٨٠٩ (ك ح ل). (٣) في م: "فيها". (٤) سقط من: م. (٥) في هـ: "زعموا أن عامرًا بطل عمله". (٦) بعده في م: "لقد". (٧) في هـ: "بنفسه". (٨) في هـ: "تلتهب".