فيقولون: لا، فإنِّي لَقاعِدٌ على الطَّرِيقِ يومًا إِذْ مَرَّ بي راكبٌ، فقلتُ: مِن أينَ (١)؟ فقال: مِن مَكَّةَ، فقلتُ: هل فيها (٢) خبرٌ؟ قال: نعم، رجلٌ رغِب عن آلهةِ قومِه، ثمَّ دعا إلى غيرِها، قلتُ: صاحبِي الذي أُرِيدُ، فَشَدَدْتُ رَاحِلَتِي، وجئْتُ مَكَّةَ، ونَزَلْتُ مَنْزِلِي الذي كنتُ أنزِلُ فيه، فسألْتُ عنه، فوجَدْتُه مُسْتَخْفِيًا، ووجَدْتُ قريشًا إلْبًا (٣) عليه، فتَلَطَّفْتُ حتَّى دخلتُ عليه، فسَلَّمْتُ، ثمَّ قلتُ: مَن أنتَ؟ قال:"نبيٌّ"، قلتُ: وما النبيُّ؟ قال:"رسولٌ"، قلتُ: ومَن أرسَلك؟ قال:"اللهُ"، قلتُ: بِمَ أرسَلك؟ قال:"أنْ تُوصَلَ الأرحامُ، وتُحْقَنَ الدِّماءُ، وتأْمَنَ السُّبُلُ، وتُكْسَرَ الأوثانُ، ويُعبدَ (٤) اللهُ وحدَه ولا يُشْرَكَ (٥) به شيءٌ (٦) "، فقلتُ: نِعْمَ ما أُرْسِلْتَ به، أُشْهِدُكَ أَنِّي قد آمَنتُ بك وصَدَّقْتُ (٧)، أَأَمْكُثُ (٨) معك أمْ تأمُرُنِي (٩)؟ قال: "قد رأيتَ كراهةَ (١٠)
(١) بعده في م: "أنت". (٢) بعده في م: "من". (٣) الإلب؛ بالفتح والكسر: القوم يجتمعون على عداوة إنسان، وقد تألبوا، أي: تجمعوا. النهاية ١/ ٥٩. (٤) في م: "تعبد". (٥) في م: "تشرك". (٦) في ي ٣، هـ، م: "شيئًا". (٧) في ي ٣، هـ، م: "صدقتك". (٨) في خ، هـ، ي ٣، م: "أمكث". (٩) بعده في م: "أن آتي أهلي". (١٠) في ي ٣، هـ، م: "كراهية".