ذكَر سُنَيدٌ، عن جريرٍ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن مجاهدٍ، قال: كان رجلٌ مِن المهاجرين يُقالُ له: عبدُ الرحمنِ بنُ صفوانَ (٢)، وكان له في الإسلامِ بَلاءٌ حسنٌ، وكان صديقًا للعباسِ بنِ عبدِ المطلبِ، فلما كان فتحُ مكةَ جاء بابنِه (٣) إلى النبيِّ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ، بايِعْه على الهجرةِ، فأبَى، وقال:"لا هجرةَ بعدَ الفتحِ"، فأتَى العباسَ وهو في السِّقايةِ، فقال: يا أبا الفضلِ، أَتَيتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ بِابْنِي (٤) ليُبايِعَه على الهجرةِ فأبَى، فقام (٥) العباسُ معه وما عليه رِداءٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، قد علِمتَ ما بيني وبينَ فلانٍ، وأتاكَ بابنِه (٦) لتُبايِعَه على الهجرةِ فأَبَيتَ، فقال:"إنَّه لا هجرةَ (٧) "، فقال العباسُ: أقسَمتُ
= ٤/ ٤٧٧، ولابن قانع ٢/ ١٥٦، وثقات ابن حبان ٣/ ٢٥٣، وأسد الغابة ٣/ ٣٥٩، وتهذيب الكمال ١٧/ ١٨٦، والتجريد ١/ ٣٥٠، وجامع المسانيد ٥/ ٥٢١، والإصابة ٦/ ٥٠٠. (١) سقط من: ط. (٢) بعده في م: "ابن قدامة". (٣) في ر، خ، هـ، م: "أبيه"، وتقدم ذكر ابنه صفوان وحديثه هذا ص ١٣٩. (٤) سقط من: هـ، وفي ر، خ، م: "بأبي". (٥) في حاشية ط: "فأقام". (٦) في ر، خ، هـ، م: "بأبيه". (٧) بعده في ط، ي، خ: "بعد الفتح".