وشهِد عبدُ الرحمنِ بنُ أبي بكرٍ بدرًا وأُحُدًا مع قومِه كافرًا، ودَعا (٢) إلى البِرَازِ، فقام إليه أبوه لِيُبارِزَه، فذُكِر أَنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال له:"مَتِّعْني بنفسِك"(٣)، ثم أسلَم وحَسُنَ إسلامُه، وصحِب النبيَّ ﷺ، أسلمَ (٤) في هُدْنةِ الحُدَيبيةِ، هذا قولُ أهلِ السِّيَرِ؛ قالوا: كان اسمُه عبدَ الكعبةِ، فَغَيَّرَ رسولُ اللهِ ﷺ اسمَه وسَمَّاه عبدَ الرحمنِ.
وذكَر الزُّبَيرُ، عن سفيانَ بنِ عُيَينةَ، عن عليِّ بن زيدِ بنِ جُدْعانَ، أنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ أبي بكرٍ خرَج في فِتيةٍ (٥) مِن قريشٍ هاجَروا إلى النبيِّ ﷺ قبلَ الفتحِ، قال: وأحسَبُه قال: إنَّ معاويةَ كان منهم (٦).
(١) في حاشية الأصل: "مطلب: أدرك هؤلاء ﵃ النبي ﷺ وانتفى ذلك لغيرهم"، وسيأتي تعليق ابن سيد الناس ص ٥٢٦، وتعدد المطالب خلال هذا الجزء وهو فهرسة للمخطوط آثرنا عدم ذكرها لعدم الإطالة. (٢) بعده في ط، ي: "أباه"، وفي حاشية ط دونها. (٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٥/ ٢١، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٥/ ٢٨، والحاكم ٣/ ٤٧٤. (٤) سقط من: م. (٥) في ر، م: "فئة". (٦) أخرجه الأصفهاني في الأغاني ١٧/ ٣٥٧، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٥/ ٣٢ من طريق الزبير عن إبراهيم بن حمزة، عن سفيان بن عيينة به.