وروَى الثَّوريُّ، عَن طارقٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، قال: حدَّثنا أبو الهَيَّاجِ (٢)، قال: رأيتُ رجلًا يَطوفُ بالبيتِ وهو يقولُ: اللَّهُمَّ قِني شُحَّ نَفْسي، فَسألتُ عنه، فقالوا: هذا عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ (٣).
ورُوِي أنَّه أَعتَقَ في يومٍ واحدٍ ثلاثينَ عبدًا، ولمَّا حَضَرَتْه الوفاةُ بكَى بُكاءً شديدًا، فسُئِلَ عن بُكائِه، فقال: إِنَّ مُصعَبَ بنَ عُمَيرٍ كان خيرًا مِنِّي، تُوفِّي على عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ، فلم يَكُنْ له ما يُكَفَّنُ فيه، وإِنَّ حمزةَ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ كان خيرًا مِنِّي لم نَجِدْ لَه كَفَنًا، وإِنِّي أَخشَى أن أكونَ مِمَّن عُجِّلَتْ له طَيِّبَاتُه في [حياتِه الدُّنيا، وأخافُ أن أُحبَسَ](٤) عن أصحابي بكثرةِ مالي (٥).
(١) سنن سعيد بن منصور (١٩٥٩)، وطبقات ابن سعد ٣/ ١٢٧، وجامع بيان العلم وفضله (١٣٠٤)، وتاريخ دمشق ٦٩/ ٨٠. (٢) في ط: "الحجاج"، وفي حاشيتها كالمثبت. (٣) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٠٣٣)، والفاكهي في أخبار مكة ١/ ٢٢٨ (٤١٥)، وابن جرير في تفسيره ٢٢/ ٥٣٠، والبغوي في معجم الصحابة ٤/ ٤١١ من طريق سفيان به. (٤) في م: "حياته الدنيا وأخشى أن أحتبس". (٥) أخرجه البخاري (١٢٧٤، ١٢٧٥، ٤٠٤٥)، وابن حبان (٧٠١٨)، والبيهقي في الدلائل ٣/ ٢٩٩. (٦) في ي، هـ: "ذكره"، وفي م: "وذكره". (٧) في ط، ر، غ، هـ: "إسحاق". (٨) في م: "ابن".