ونَضْرِبُ في يومِ العَجاجةِ (١) أَرْؤُسًا … بِبِيضٍ كأمثالِ البُرُوقِ على الكفرِ
نَصَرْنا وآوَينا النَّبِيَّ ولم نَخَفْ … صُرُوفَ اللَّيالِي والعَظِيمَ مِن الأمرِ
وقُلْنا لقومٍ هاجَرُوا مَرْحبًا بكم … وأَهْلًا وسَهْلًا قد أَمِنْتُمْ مِن الفَقْرِ
نُقَاسِمُكم أموالَنا ودِيَارَنا … كَقِسْمَةِ أَيْسَارِ (٢) الجَزُورِ على الشَّطْرِ
ونكْفِيكُمُ الأمرَ الذي تَكْرَهونَه … وكُنَّا أُناسًا نُذْهِبُ العُسْرَ باليُسْرِ
وكان خَطَاءً ما أَتَيْنا وأنتمُ … صَوَابًا كأَنَّا لا نَرِيشُ ولا نَبْرِي (٣)
وقلتُم حَرَامٌ نَصْبُ سَعدٍ ونَصْبُكم … عَتِيقَ بنَ عثمانَ حَلالٌ أَبا بَكْرِ
وأهلٌ أبو (٤) بكرٍ لها خيرُ قائمٍ … وإِنَّ عَلِيًّا كان أخْلَقَ للأمْرِ
وكانَ هَوَانًا في عليٍّ وإنَّه … لأَهْلٌ لها مِن حيثُ نَدْرِي ولا نَدْرِي
وهذا بحمدِ اللهِ يَشْفِي مِن العَمَى … ويفتحُ آذَانًا ثَقُلْنَ مِن الوَقْرِ
نَجِيُّ رسولِ اللهِ في الغارِ وَحْدَه … وصاحِبُه الصِّدِّيقُ في سالِفِ الدَّهْرِ (٥)
فلولا اتِّقَاءُ اللهِ لم تَذْهَبوا بها … ولكنَّ هذا الخيرَ أجمَعُ في الصَّبْرِ
ولم نَرْضَ إِلا بالرِّضا ولَرُبَّما … ضَرَبْنا بأيدِينا إلى أسفلِ القِدْرِ
(١) يوم العجاجة: هو اليوم الذي يثار فيه الغبار بكثرة، وهو كناية عن شدة المعركة، اللسان ٢/ ٣١٩ (ع ج ج).
(٢) الأيسار: جمع اليَسَر، والأيسار: سبعة رجال يدفع كل رجل منهم ثمن سبع جزور، ثم ينحر فيقسم على ثمانية وعشرين نصيبا، شمس العلوم ١١/ ٧٣٥٣ (ي س ر)، وفيه البيت مع البيت الذي قبله.
(٣) أي: لا ننفع ولا نضر، وفي المثل: فلان لا يريش ولا يبري، تاج العروس ١٧/ ٢٣٢ (ر ي ش).
(٤) في ط: "أبي".
(٥) في ط: "الأمر"، وفي حاشيتها كالمثبت.