رجلٌ مِن بني ليثٍ، قال: وزميلي؟ فقال المُجَذِّرُ: لا واللهِ، ما نحنُ بتارِكِي زميلِك، ما أمَرَنا رسولُ اللَّهِ ﷺ إلا بك وَحْدَك، قال أبو البَخْتَرِيِّ: لا واللهِ إذن لأَمُوتَنَّ أنا وهو جميعًا، لا تَتَحَدَّثُ عَنِّي قريشٌ بمكةَ أني ترَكتُ زميلي حرصًا على الحياةِ، فقال له المُجَذِّرُ: إن لم تُسلِمْه قاتَلتُك، فأبَى إلا القتالَ، فلمَّا نازَله جعَل أبو البَخْترِيِّ يَرْتجِزُ:
لن يُسْلِمَ ابْنُ حُرَّةٍ زَمِيلَهْ
ولا يُفارِقُ جَزَعًا (١) أَكِيلَهْ
حتَّى يَمُوتَ أو يَرَى سَبِيلَهْ
وارْتَجَزَ المُجَذِّرُ:
أنا [الذي يُقالُ](٢) أَصْلِي مِن بَلِي
أَطْعُنُ بالحَرْبَةِ حَتَّى تَنْثَنِي
ولا تَرَى مُجَذِّرًا يَفْرِي الفَرِي (٣)
فاقْتَتَلا، فقتَله المُجَذِّرُ، ثم أتَى رسولَ اللَّهِ ﷺ، فقال: والذي بعَثك بالحقِّ، لقد جَهِدتُ (٤) عليه أن يَسْتأسِرَ فآتِيَك به فأبَى إلا القتالَ، فقاتَلتُه فَقَتَلتُه (٥).
(١) في ط: "جزعة"، وفي حاشيتها كالمثبت. (٢) في م: "المجذر و". (٣) في غ: "قرى"، ويفري الفري: إذا كان يأتي بالعجب في عمله، لسان العرب ١٥/ ١٥٣ (ف ر ي). (٤) في ط: "أجهدت"، وفي حاشيتها كالمثبت. (٥) مغازي الواقدي ١/ ٨٠، وسيرة ابن هشام ١/ ٦٢٩، ٦٣٠، وأنساب الأشراف =