قال: وحدَّثنا سُفيانُ بنُ وكيعٍ، قال: أخبَرنا أبي، عن أبي هِلالٍ، عن قتادةَ، قال: قلتُ لِسَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ: لِمَ سُمُّوا المهاجِرِين الأَوَّلِينَ (١)؟ قال: مَن صَلَّى مع النَّبِيِّ ﷺ القِبْلَتَينِ جميعًا، فهو من المهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ (٢).
قال أبو عمرَ ﵁: قولُ الشَّعبِيِّ وسعيدِ بنِ المُسَيَّبِ يَقْضِي (٣) بأنَّ معنَى قولِهِم: المهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، كَمَعنَى قولِ الله ﵎: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾ [التوبة: ١٠٠]؛ لأنَّهم صَلَّوا القِبلَتَينِ جميعًا، وبايَعوا بيعةَ الرِّضوانِ، وفي ذلك أقوالٌ لِغَيرِهِم سنذكُرُها بعدُ، إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
حدَّثنا عبدُ الوارثِ (٤)، ثنا قاسمُ بنُ أَصبَغَ، حدَّثنا محمدُ بنُ وَضَّاحٍ، قال: حدَّثنا موسى بنُ معاويةَ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن مَيْسَرَةَ الأَشجَعِيِّ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠]، قال: خيرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ، يَجِيئُون بِهِم في السَّلاسِلِ يُدخِلُونهم (٥) الإسلامَ (٦).
(١) في ي: "والأنصار". (٢) سقط من: ي ١، وبعده في ي، م: "والأنصار". والأثر أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٣) من طريق محمد بن إسحاق السراج به. وأخرجه ابن جرير في تفسيره ١١/ ٦٣٩ عن سفيان بن وكيع به. (٣) في ط، م: "يقتضي". (٤) بعده في خ: "ابن سفيان". (٥) بعده في ي ١: "في". (٦) أخرجه إسحاق بن راهويه (٣٣٩)، وابن جرير في تفسيره ٥/ ٦٧٤، وابن المنذر في =