وذكَر الواقدِيُّ أيضًا، عن إبراهيمَ بن إسماعيلَ بن أبي حبيبةَ (١)، عن داودَ بن الحُصَيْنِ، قال: لم يَشْهَدْ مالكُ بنُ الدُّخْشُمِ العقبةَ (٢).
قال أبو عمرَ ﵁: لم يختلِفوا أنَّه شهِد بدرًا وما بعدَها مِن المشاهدِ، وهو الذي أَسَرَ يومَ بدرٍ سُهَيلَ بنَ عمرٍو.
وكان يُتَّهمُ بالنِّفاقِ، وهو الذي أَسَرَّ فيه الرجلُ إلى رسولِ اللهِ ﷺ، فقال له رسولُ اللهِ ﷺ:"أليسَ يشهدُ أن لا إلهَ إِلَّا اللهُ؟ "، فقال الرجلُ: بلى، ولا شهادةَ له، فقال رسولُ اللهِ ﷺ:"أليس يُصَلِّي؟ "، قال: بلى، ولا صلاةَ له، فقال رسولُ اللهِ ﷺ:"أولئكَ الذينَ نَهاني اللهُ عنهم"(٣)، والرجلُ الذي سارَّ رسولَ اللهِ ﷺ فيه (٤) هو عِتْبانُ بنُ مالكٍ.
وروَى قتادةُ، عن أنسِ بن مالكٍ، قال: ذُكِر مالكُ بنُ الدُّخْشُمِ عندَ النبيِّ ﷺ فَسَبُّوه، فقال النبيُّ ﷺ:"لا تَسُبُّوا أصحابي"(٥).
= الأسماء واللغات (القسم الأول) ٢/ ٨١، وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١٨٢٤)، والبغوي في معجم الصحابة ٥/ ٢٤٧، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦٠٤٨) من طريق موسى بن عقبة، عن ابن شهاب. (١) في ي: "جبلة". (٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ٥٠٩ عن الواقدي به. (٣) أخرجه مالك في الموطأ ١/ ١٧١، وبرواية أبي مصعب (٥٦٩)، والشافعي في مسنده (١٦٠٢)، وأحمد ٣٩/ ٧٣ (٢٣٦٧٠)، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٩٥٥)، والبيهقي في السنن الكبير (١٦٩٠٧)، والشعب (٢٥٣٩). (٤) سقط من: ط. (٥) أخرجه خليفة بن خياط في مسنده ص ٦٣ عقب (٦٦)، والبخاري في التاريخ الكبير ٧/ ٨١، والبزار (٧٢٢١).