ويقومُ الليل، فقال: ما تُرِيدين؟ أتُريدينَ أَنْ أَنْهَاه عن صيامِ النَّهارِ وقيامِ اللَّيْلِ؟! قال: ثمَّ رَجَعَتْ إليه، فقالَتْ: إِنَّ زَوْجِي يصومُ النهارَ ويقومُ الليل، قال: أفَتُرِيدِينَ أنْ أَنْهاه عن صيامِ النهار وقيامِ الليلِ؟! ثم جاءته الثالثةَ، فقالَتْ: إنَّ زوجِي يصومُ النهارَ ويقومُ الليلَ، قال: أَفَتُرِيدِينَ أنْ أَنْهاه عن صيامِ النَّهَارِ وقيامِ اللَّيْلِ؟! قال: وكان عندَه كعبُ بنُ سُورٍ، فقال كعب: إنَّها امرأةٌ تَشْتَكِي زوجَها، فقال عمرُ: أَمَا إِذْ فَطِنْتَ لها فقُمْ فاحْكُمْ بينهما، قال فقام كعبٌ وجاءَتْ بزوجِها، فقالت (١):
أَلْهَى خَلِيلِي (٢) عن فراشِي مَسْجِدُه (٣) … نهارُه ولَيْلُه ما يَرْقُدُه (٤)
أمْضِ الْقَضَا يا كَعْبُ لا تُرَدِّدُه (٥)
فقال الزوج:
إنِّي امْرُؤٌ قد شَفَّني ما قد نَزَلْ
(١) بعده في م: "يا أيها القاضي الفقيه أرشده"، وفي حاشية خ: "في تاريخ الصدفي: أن المرأة قالت: يا أيها القاضي الرشيد رشده … نهاره وليله ما يرقده مفترشًا جبينه يكدده". (٢) في غ: "حليلي". (٣) بعده في م: "زهده في مضجعي وتعبده". (٤) بعده في م: ولست في أمر النساء أحمده". (٥) في ط: "ترده".