أمَّا بعدُ، فإنَّ أولَى ما نظَر فيه الطالبُ، وعُنِيَ به العالِمُ بعدَ كتابِ اللهِ تعالى، سُنَنُ رسولِ الله صلى اللهُ عليه (٢)، فهي المُبَيِّنةُ (٣) لمُرادِ اللهِ ﷿ مِن مُجْمَلاتِ كتابِه، والدَّالَّة على حُدودِه، والمُفسِّرةُ له، والهاديةُ إلى [الصِّراطِ المُستَقيمِ صِراطِ اللهِ](٤)، مَن اتَّبَعَها (٥) اهتَدَى، ومَن سلَك غيرَ سبيلِها (٦) ضَلَّ وغوَى، ووَلَّاه اللهُ ما تَوَلَّى [وأنفذ عليه وعيدَه إن شاءَ](٧).
ومِن أَوْكَدِ آلاتِ [السُّنَنِ المُعِينَةِ](٨) عليها، والمُؤَدِّيةِ إلى حفظِها،
(١) في حاشية ط: "رسول الله ﷺ". (٢) كذا في الأصل: "صلى الله عليه"، وقد التزمها في سائر المخطوط وتكرر في مواضع من النسخة ط، وقال الدكتور الطناحي ﵀ في تحقيقه لكتاب "أعمار الأعيان" تعليقًا على كلام ابن الجوزي في الصلاة عليه ﷺ: "هكذا بدون "وسلم"، وهي طريقة لبعض الأقدمين يكتفون بالصلاة فقط دون التسليم، وقد رأيتها في أسلوب الشافعي والحربي وابن سلام والخطابي والهروي والخطيب البغدادي … لكن الإمام النووي، يقول: ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم"، وقد اكتفينا بهذه الإشارة والتزمنا صيغة الصلاة المعهودة، والتي عليها سائر النسخ، دون إشارة فيما سيأتي. (٣) في ط: "المنبئة"، وفي حاشيتها كالمثبت. (٤) في غ: "أحكامه". (٥) في هـ: "اتبع طريقها"، وفي غ: "اتبعهما". (٦) في غ: "سبيلهما". (٧) ليست في ي، ط، هـ، وهي في حاشية الأصل بخط المقابل وكتب بعدها (خ)، وكتب تحتها: ليس في كتابه ع"، ونقله سبط ابن العجمي. (٨) في غ: "المحافظة".