ذلك؟ فقالَ:"رجُلانِ مِن أُمَّتي، أما أحَدُهما فتسبِقُه يدُه - أو قالَ: بعضُ جسَدِه - إلى الجنَّةِ، ثمَّ يتبَعُه (١) سائرُ جَسَدِه، وأمَّا الآخَرُ فيضرِبُ ضربةً يُفرِّقُ بها بينَ الحَقِّ والباطل"(٢).
قالَ أبو عمرَ ﵁: أُصِيبَت يدُ زيدٍ يومَ جَلُولَاءَ، ثُمَّ قُتِلَ يومَ الجَملِ مع عليِّ بن أبي طالبٍ ﵁.
وجُندَبٌ قاتلُ السَّاحرِ قد ذكَرْناه في بابِه مِن هذا الكتابِ (٣).
وروَى إسماعيلُ ابنُ عُليَّةَ، عن أيُّوبَ، عن محمدِ بنِ سيرينَ، قالَ: أُنبِئْتُ أنَّ عائشةَ أَمَّ المؤمنين ﵄ سمِعَتْ كلامَ خالدٍ يومَ الجَملِ، فقالَت: خالدُ ابنُ الواشِمَةِ؟ قال: نعَم، قالَت: أَنْشُدُك اللهَ أصَادِقي أنت إن سَألتُك؟ قلْتُ (٤): نعَم، وما يمنعُني أن أفعَلَ؟ قالَت: ما فَعَلَ طلحةُ؟ قلتُ: قُتِل قالَت: إنَّا لله وإنَّا إليه راجِعُون، ثمَّ قالَت: ما فعَلَ الزُّبيرُ؟ قلْتُ: قُتِلَ، قالَت: إِنَّا للهِ وإِنَّا إليه راجِعُون، قلْتُ (٥): بل نحن للهِ ونحن إليه راجِعُون على زيدٍ وأصحابِ زيدٍ، قالَت: زيدُ ابنُ صُوحانَ؟ قلتُ: نعَم، فقالَت له خيرًا، فقلْتُ: واللهِ لا يجمَعُ اللهُ
(١) في ط: "فيتبعه". (٢) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٣٠٤٧) عن بريدة ﵁، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١١/ ٣١٢ عن علي وابن عمر وابن عباس ﵃. (٣) تقدم في ٢/ ٧١. (٤) في حاشية ط: "قال". (٥) في ي: "قل".