وهذا يُوضِّحُ لك أنَّ ذا اليدينِ ليسَ ذا الشِّمالينِ المَقتولَ ببدرٍ؛ لأنَّ مُطَيرًا مُتأخِّرٌ جِدًّا لم يُدرِكْ مِن زمَنِ النَّبِيِّ ﷺ شيئًا.
وذكَرَ أبو العباسِ [محمدُ بنُ يزيدَ](٢) المُبرِّدُ (٣) في الأذواءِ مِنَ اليَمَنِ في الإسلامِ مَن لم يَشْتَهِرْ (٤) أكثَرُهم عندَ العلماءِ بذلك، فممن ذكَرَه: ذو الشَّهادتينِ خُزيمةُ بنُ ثابتٍ، وهو مَشهورٌ باسمِه وحالِه، فلا حاجةَ إلى ذِكرِه في الأذواءِ، وإنَّما يُذكَرُ فيهم مَن لم يُعرَفْ إلَّا بذلك أو (٥) غلَبَ عليه.
وممَّن ذكَرَه: ذو العَينِ قتادةُ بنُ النُّعمانِ، أُصيبَت عينُه فرَدَّها رسولُ اللَّهِ ﷺ، فكانَت أحسَنَ عَينَيه، وكانَت لا تَعتَلُّ وتَعتَلُّ التي لم تُرَدَّ.
ومِنهم: أبو (٦) الهَيثمِ بنُ التَّيِّهانِ ذو السَّيفينِ، كانَ يتقلَّدُ سيفينِ في الحَربِ.
ومِنهم: ذو الرَّأيِ، حُبابُ بنُ المُنذرِ صاحبُ المَشورةِ يومَ بدرٍ، أخَذَ رسولُ اللهِ ﷺ برأيِه، وكانَت له آراءٌ مَشهورةٌ في الجاهليَّةِ.
(١) التمهيد ١/ ٤٠١، ٤٠٢. (٢) زيادة من: خ، ي، ي ١. (٣) الكامل ٤/ ١٠٠، ١٠١. (٤) في ط، ي، ي ١: "يشهد"، وفي هـ، غ، م: "يشهر". (٥) في ي ١، هـ، م: "أو من". (٦) سقط من: ي ١.