قال أبو بكر: إنما سميت الزاوية: زاوية، لتَقَبُضِّها واجتماعها وانحرافها عن حال الحائط. يقال: انزوى القومُ بعضُهم إلى بعض: إذا انضمَّ بعضهم إلى بعض، واجتمعوا. وانزوت الجلدة في النار: إذا اجتمعتْ وتقبَّضَتْ. ولا يكون الانزواء إلا باجتماع مع تَقَبُّض. قال النبي:(زُوِيَتْ لي الأرض فأُريتُ مشارقَها ومغاربَها، وسيبلغ ملك أمتي ما زُوِيَ لي منها)(١٣٥) . وقال النبي:(إنّ المسجدَ ليَنْزَوي من النُخامةِ)(١٣٦) ، أي: يجتمع وينقبض من كراهيته لها. قال الأعشى (١٣٧) : ١٤٤ / أ / ٢٤ /
(فلا يَنْبَسِطْ من بين عينيك ما انزوى ... ولا تَلْقَني إلاّ وأنفُكَ راغِمُ)
٥١٨ - وقولهم: فلانٌ أَحْمَقُ
(١٣٨)
قال أبو بكر: معناه: متغيِّر العقل. أُخِذ من الحمق (١٣٩) ، والحمق عند العرب: الخمر. قال أبو جعفر أحمد بن عبيد: قال أكثم بن صَيْفي (١٤٠) في وصيته لأولاده: لا تجالسوا السفهاءَ على الحمقِ. يريد: على الخمر. يقال: قد حَمَّق الرجل: إذا شرب الخمر. واحتجّ بقول النمر بن تولب (١٤١) :
(١٣٤) اللسان (زوى) . (١٣٥) غريب الحديث ٣ / ١. (١٣٦) غريب الحديث ٤ / ١. وينظر شرح القصائد السبع ٣٦٥ - ٣٦٦. (١٣٧) ديوانه ٥٨. (١٣٨) اللسان (حمق) . (١٣٩) (أخذ من الحمق) ساقط من ك. (١٤٠) من حكماء العرب في الجاهلية وأحد المعمرين، ت ٩ هـ. (أسد الغابة ١٣٤ / ١، الإصابة ٢٠٩ / ١) . (١٤١) شعره: ١٠٦. وفي ك، ل: فكان.