قال أبو بكر: معناه: قد قطع ما بينه وبينه (٢) من المودة. والصَرم معناه في كلامهم: القطع. من ذلك قولهم: قد صَرَمْتُ النخلةَ صَرْماً. والصُرم، بضم الصاد: الاسم. قال امرؤ القيس (٣) :
(أفاطِمَ مهلاً بعضَ هذا التدلُّلِ ... وإنْ كنتِ قد أزمعتِ صَرمي فأَجْملي)
معناه: وإن كنت قد عزمت على قطع ما بيني وبينك من الود.
وقال أبو عبيدة: يقال لليل: صَريم، لانصرامه من النهار. وقال يعقوب بن السكيت (٤) : يقال للنهار: صَريم.
والعلة في هذا واحدة لأن كل واحد منهما ينصرم من صاحبه. واحتج يعقوب في أن الصريم النهار بقول بشر (٥) :
(فباتَ يقول أَصْبِحْ ليلُ حتى ... تجلَّى عن صريمتِهِ الظلامُ)
وقال الله عز وجل وهو أصدق قيلا:{فأصبَحَتْ كالصريمِ}(٦) معناه: كالليل المظلم. قال الشاعر (٧) :
(علامَ تقوم عاذلتي تلومُ ... تؤرقني إذا انجابَ الصريمُ)(٨)(١٢٤ / ب)
يقال: ألامَ الرجل: إذا أتى ما يستحق اللوم عليه، فهو مُليم. ومعنى
(١) إصلاح المنطق ٢٤، الأضداد ٨٤. اللسان (صرم) . (٢) (وبينه) ساقطة من سائر النسخ. (٣) ديوانه ١٢. وفي الأصل: أزمعت هجري، وهي رواية أخرى لا شاهد فيها. وما أثبتناه من ك. ق، ل، ف. (٤) أضداده: ١٩٥. (٥) ديوانه ٢٠٥. (٦) القلم ٢٠. (٧) توبة بن الحمير وقيل أخوه عبد الله، ينظر: ديوان توبة ٩٨. (٨) ف، ك: تلوم.. بلومي.. جاب. (٩) الأضداد ٨٤ بلا عزو.