أحدهما أن يكون المعنى: أخذ البلاد بالقَهْر والذلّ. والقول الآخر أن يكون المعنى: أخذ البلاد عن تسليم من أصحابها لها، وطاعة بلا قتال.
قال الفراء: الدليل على القول الثاني قول الشاعر (٥٨) :
(فما أخذوها عَنْوةً من مودةٍ ... ولكن بضربِ المشرفيِّ استقالها)
قال: فالعنوة هاهنا: التسليم والطاعة.
ومن قال: العنوة: القهر والذل، قال: هو بمنزلة قول العرب: عنوت لفلان أعنو له عنوة (٥٩) : إذا خضعت له. من ذلك قول الله عز وجل:{وعَنَتِ الوجوهُ للحيِّ القيومِ}(٦٠) معناه: وخضعت وذلَّت. قال أمية بن أبي الصلت (٦١) :
(مَلِكٌ على عرشِ السماءِ مُهَيْمِنٌ ... تعنو لعِزَّتِهِ الوجوهُ وتسجُدُ)
معناه: تذل وتخضع. وقال أمية (٦٢) أيضاً:
(وما ليَ لا أعنو ويعنو أولو النُهى ... لمن يملكُ التَخْلِيدَ والخَيْرَ والنعم)
/ وقال أمية (٦٣) أيضاً: (٨٣ / أ)
(الحمدُ للهِ الذي لم يتخِذْ ... ولداً وقَدَّر خَلْقَهُ تقديرا)
(وعنا له وجهي وخَلْقي كُلُّه ... في الخاشعينَ (٦٤) لوجهِهِ مشكورا) (٣١٣)
معناه: وخضعَ له.
(٥٦) الأضداد ٧٩، أضداد أبي الطيب ٤٩١. (٥٧) معاني القرآن ٢ / ١٩٣. (٥٨) ديوانه: ٨٠. (٥٩) من سائر النسخ وفي الأصل، [و: ف] : عنوا. (٦٠) طه ١١١. (٦١) ديوانه ٣٦١. (٦٢) أخل به ديوانه. (٦٣) ديوانه ٤٠٩. (٦٤) من سائر النسخ وفي الأصل: الخالقين.